مجدي الجلاد يروي أصعب لحظات حياته: بين احتضار والده وإصابة شقيقه بالسرطان

روى الكاتب الصحفي الكبير مجدي الجلاد تفاصيل أصعب يوم مرّ به في حياته، عندما تلقى اتصالًا صادمًا يُبلغه بأن والده في حالة احتضار داخل المستشفى بسبب جلطة دماغية، بينما شقيقه الأكبر تم تشخيصه بمرض السرطان.
صدمة الخبرين في يوم واحد لم تكن سهلة، حيث لم يتمكن من تحمل الموقف، فأُصيب بانهيار عصبي استدعى نقله إلى المستشفى، ليدخل في العناية المركزة لمدة 17 يومًا، ليصبح هو ووالده وشقيقه جميعًا في المستشفى نفسها.
خلال تلك الفترة العصيبة، ساءت حالته النفسية بشكل كبير، خاصة مع إدراكه أن والده يقترب من الموت، فيما كان شقيقه على وشك بدء رحلة علاج قاسية ضد السرطان. وفي وسط هذه المعاناة، زاره صديقه الطبيب النفسي الشهير الدكتور أحمد عكاشة، الذي حاول مساعدته على تجاوز حالته النفسية الصعبة، قائلاً له:
“لازم تقوم تقف علشان تدفن أبوك وتعالج أخوك، أنت ضهرهم وسندهم.. والضهر مينفعش ينكسر!”
كلمات الدكتور عكاشة كانت بمثابة نقطة تحول بالنسبة له، حيث استجمع قواه، توضأ، فرش سجادته، ورفع يديه بالدعاء، مخاطبًا الله قائلًا:
“متسيبنيش.. خليك معايا.. شيلني زي ما بتشيلني طول عمري.. اقف جنب أبويا وأخويا”
يؤكد الجلاد أنه شعر براحة مفاجئة وكأن الله قد استجاب له، مما منحه القوة للتحرك والاهتمام بعلاج شقيقه، الذي أكد الأطباء أن حالته تتطلب السفر الفوري للخارج. لكنه كان أمام معضلة صعبة: هل يسافر مع شقيقه لإنقاذه أم يبقى بجوار والده في لحظاته الأخيرة؟
مرة أخرى، تدخل الدكتور أحمد عكاشة لحسم القرار، قائلًا: “لو الاختيار قدام أبوك.. هيختار أخوك”. بناءً على ذلك، قرر مجدي الجلاد السفر مع شقيقه إلى فرنسا، لكن قبل مغادرته، دخل غرفة العناية المركزة، اقترب من والده وهمس في أذنه:
“أرجوك بلاش تموت دلوقتي غير لما أرجع.. عاوز أودعك وأدفنك بإيدي”
ودّع والده وسط دموعه ودعائه لله أن يُبقيه على قيد الحياة حتى يتمكن من توديعه.
المفاجأة التي قلبت كل شيء
عند وصوله إلى فرنسا، خضع شقيقه لفحوصات طبية مكثفة، وكانت المفاجأة الصادمة أن التحاليل السابقة التي أكدت إصابته بالسرطان كانت خاطئة تمامًا! لم يكن مصابًا بالمرض، وعاد إلى حياته الطبيعية. أما والده، فلم يرحل وقتها، بل خرج من المستشفى وعاش لمدة عامين إضافيين بعد تلك الأزمة.
يرى مجدي الجلاد أن الله كان إلى جانبه في كل خطوة، فهو دائمًا يلجأ إليه في أحلك لحظاته، مؤكدًا أن الله لا يخذله أبدًا، وأنه أنقذه من مصاعب كثيرة، بعضها لم يكن يراها في حينها، لكنه أدرك لاحقًا حكمتها.
واختتم حديثه بقصة سمعها أثناء العمرة، عندما استمع إلى امرأة بسيطة تدعو الله أمام الكعبة قائلةً: “شحّتني حتة عيل.. اديني طفل شحاته ده انت العاطي”. هذه العبارة البسيطة علّمته كيف يناجي الله بإخلاص وتلقائية.
تصريحات مجدي الجلاد جاءت خلال لقائه في برنامج “كلم ربنا” مع الإعلامي أحمد الخطيب، عبر إذاعة الراديو 9090، حيث كشف عن تجربته المؤثرة مع الدعاء والثقة في الله.