في قلب التهديدات البيئية والأمنية التي تحيط بالمنطقة، يبرز مفاعل بوشهر النووي كأحد أكبر التحديات التي تواجه دول الخليج، ليس فقط من الناحية السياسية، بل أيضًا من الناحية الصحية والبيئية. فالمفاعل الإيراني، الذي يعد أكبر المنشآت النووية الإيرانية، لم يكن موقعه اعتباطيًا، بل تم بناؤه على مقربة من السواحل الخليجية، مما يجعله خطرًا محدقًا بكل من الكويت، قطر، العراق، الإمارات، والسعودية.
وتشير التقديرات إلى أن احتمالية تعرض مفاعل بوشهر لزلزال أو هجوم عسكري تصل إلى 90%، نظرًا لطبيعة المنطقة الزلزالية، فضلًا عن التوترات العسكرية في الخليج. وفي حال حدوث ذلك، فإن العالم قد يشهد كارثة نووية مدمرة تفوق تداعياتها تلك التي شهدها العالم في كارثتي تشيرنوبل وفوكوشيما.
التلوث الإشعاعيّ يهدد الملايين
في حال تعرض مفاعل بوشهر لخلل أو تدمير، سينتج عن ذلك تلوث إشعاعي هائل سيغزو مياه الخليج والهواء، مما يعني أن ملايين البشر في المنطقة قد يكونون عرضة للإصابة بالخطر.
أبرز المخاطر تشمل:
1. تلوث المياه: تعتمد 90% من دول الخليج على تحلية مياه البحر، وإذا تسربت المواد المشعة إلى المياه، فلن تكون صالحة للاستهلاك، مما يعرض السكان لخطر التسمم الإشعاعي.
2. تلوث الهواء: يمكن أن تنتقل المواد المشعة عبر الرياح، مما يؤدي إلى انتشار أمراض الجهاز التنفسي بشكل واسع النطاق.
3. التأثيرات على البيئة: المراعي، الأسماك، والمزارع ستكون جميعها ملوثة إشعاعيًا، مما يؤدي إلى سلسلة كارثية من الأضرار البيئية والغذائية.
الدول الأكثر عرضة للخطر
وفقًا للمسافات التي تفصل مفاعل بوشهر عن العواصم والمدن الخليجية، فإن أقرب الدول التي ستتأثر بشكل مباشر هي:
الكويت – 277 كلم
العراق (البصرة) – 350 كلم
قطر – 400 كلم
الإمارات (أبوظبي) – 600 كلم
السعودية (الرياض) – 600 كلم
لكن الكويت وقطر ستكونان الأكثر تأثرًا، حيث من المرجح أن تشهدا تلوثًا إشعاعيًا كاملاً، ما سيؤدي إلى إصابة سكانهما بأمراض خطيرة في فترة وجيزة.
الحلقة المفقودة.. غياب التحرك الدولي
رغم كل هذه التهديدات، لا تزال المنظمات الدولية مترددة في اتخاذ موقف حازم ضد البرنامج النووي الإيراني، رغم أنه يمثل خطرًا ليس فقط على الخليج، بل على المنطقة والعالم بأسره. فالتسريبات الإشعاعية لا تعترف بالحدود، وخطر بوشهر يمتد ليصل إلى دول بعيدة في حال وقوع كارثة نووية.
ما العمل؟
تحتاج دول الخليج إلى:
تحرك دبلوماسي قوي للضغط على إيران لضمان معايير سلامة أعلى للمفاعل.
وضع خطط طوارئ مشتركة للتعامل مع أي تسرب إشعاعي محتمل.
الاستثمار في مصادر مياه بديلة وتقليل الاعتماد على تحلية مياه الخليج المهددة بالتلوث.
هل ننتظر الكارثة؟
مفاعل بوشهر ليس مجرد منشأة نووية، بل قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، لتجعل من دول الخليج ساحة لكارثة إنسانية وصحية غير مسبوقة. فهل تنتظر المنطقة وقوع الكارثة، أم تتحرك قبل فوات الأوان؟