صموئيل العشاي يكتب : دعونا نحتفل بانتصار شعب إيران: لحظة تتويج لصمود أمة

في لحظة مفصلية من التاريخ الحديث، أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني عن إقامة “احتفال النصر” مساء اليوم وسط العاصمة طهران، تعبيراً عن الاعتزاز بصمود الشعب الإيراني وتحدّيه لكل محاولات الإضعاف والإخضاع. إنه احتفال لا يختزل في الأهازيج والشعارات، بل هو تتويج حقيقي لصبر طويل، ونقطة فاصلة تعلن أن هذا الشعب اختار الكرامة رغم الألم، والمقاومة رغم الإغراءات والتهديدات.
صمود شعب في وجه العواصف
لعدة سنوات متتالية، خاضت إيران معركة متعددة الوجوه: حصار اقتصادي خانق، عزلة سياسية وإعلامية مدروسة، وتصعيد عسكري مباشر وغير مباشر. إلا أن الشعب الإيراني لم يتراجع أو ينكسر. بل تحوّل الضغط إلى وقود عزيمة، والتهديدات إلى وعي سياسي جمعي، والثمن الباهظ إلى إرادة لا تتزعزع. ومن رحم المعاناة، وُلدت لحظة الانتصار التي يحتفي بها الإيرانيون اليوم بكل فخر.
الانتصار الذي يتجاوز ميادين المعارك
هذا النصر لا يُقاس بحسابات الميدان فقط، بل يتجلى في الحفاظ على السيادة الوطنية، وفرض الإرادة السياسية، وتثبيت الحضور الإقليمي. إنه انتصار لإرادة شعب رفض الإملاءات، وآمن بحقه في امتلاك قراره، وتحدى العالم دفاعاً عن مصالحه وهويته. لقد أُجبر الخصوم على مراجعة حساباتهم، واعترف العالم – ضمناً أو صراحة – أن تجاهل إيران لم يعد ممكناً، وأن كسر إرادة شعبها ضرب من الخيال.
طهران تحتفل… والأمة تترقب
احتفالات طهران لا تخص الإيرانيين وحدهم. إنها لحظة رمزية لأحرار العالم، ودعوة مفتوحة لكل الشعوب التي تناضل من أجل كرامتها واستقلالها. وفي ظل عالم مرتبك تتغير فيه التحالفات وتُختبر فيه المبادئ، يُثبت الشعب الإيراني أن الصمود عقيدة، وأن النصر ليس وهماً، بل نتيجة حتمية لإرادة لا تلين.
فلنحتفل اليوم بانتصار شعب قرر أن لا يعيش منبطحاً، وأن يصنع من قلب العاصفة منبراً للكرامة.
النصر ليس حدثاً، بل مسار… وشعب إيران قد اختار هذا المسار.