ماذا يريد الصحفيون من نصيبهم القادم؟ 15 مطلبًا أساسيًا لتطوير المهنة

تواجه الصحافة المصرية تحديات غير مسبوقة، تتراوح بين الأوضاع الاقتصادية الصعبة، وضغوط العمل المتزايدة، وغياب بعض الحقوق المهنية التي تضمن استقرار الصحفيين. وفي هذا السياق، تتبلور 15 نقطة رئيسية تمثل أهم مطالب الصحفيين المصريين لضمان مستقبل أكثر استقرارًا وعدالة للمهنة:

1- رفع الحد الأدنى لأجور الصحفيين

تتعرض رواتب الصحفيين لضغوط كبيرة في ظل الارتفاع المستمر في تكاليف المعيشة، مما يستدعي وضع حد أدنى عادل للأجور، يضمن حياة كريمة للعاملين في المجال. ومن الضروري أن يتناسب هذا الحد مع التضخم الحالي، بحيث لا يظل الصحفيون تحت وطأة أزمات مالية تؤثر على أدائهم المهني واستقرارهم الأسري.

2- سن تشريعات تحمي الصحفيين من التعسف المهني

يتعرض بعض الصحفيين للفصل التعسفي أو الضغوط المهنية التي قد تؤدي إلى إنهاء عقودهم دون أسباب واضحة. لذلك، يجب سن تشريعات تضمن حقوقهم في الاستقرار الوظيفي، وتمنع إنهاء خدماتهم بشكل غير عادل، مع وجود آليات للمراجعة القانونية واللجوء إلى القضاء في حال التعرض لأي ظلم.

3- توفير تأمين صحي شامل لجميع الصحفيين

نظرًا لطبيعة العمل الصحفي، التي قد تتطلب التغطية الميدانية والعمل لساعات طويلة تحت ضغوط كبيرة، يصبح التأمين الصحي أمرًا ضروريًا لحماية الصحفيين وأسرهم. ويجب أن يشمل التأمين العلاجات الأساسية والمستشفيات الخاصة، مع تغطية نفقات الفحوصات والعلاج في الحالات الطارئة.

4- تعزيز استقلالية الصحافة وضمان حرية النشر

لا يمكن لصحافة قوية أن تزدهر دون استقلالية حقيقية، حيث يجب أن يكون الصحفي قادرًا على أداء عمله دون ضغوط سياسية أو اقتصادية. كما يجب ضمان حرية الوصول إلى المعلومات الرسمية والوثائق الحكومية، بما يساعد على تقديم محتوى صحفي دقيق وموثوق.

5- تحسين أوضاع الصحفيين المتقاعدين

الصحفي الذي خدم المهنة لسنوات طويلة يجب أن يجد التقدير والدعم بعد التقاعد، سواء من خلال رفع قيمة المعاشات، أو توفير خدمات طبية واجتماعية مناسبة. ومن الضروري أيضًا إنشاء برامج لدعم الصحفيين بعد التقاعد، مثل فرص الاستشارات أو العمل في مراكز الأبحاث الإعلامية.

6- وضع ضوابط عادلة لعقود العمل

بعض الصحفيين يعملون دون عقود رسمية أو بتعاقدات مؤقتة غير مستقرة، مما يجعلهم عرضة للفصل في أي وقت. لذا، يجب إلزام المؤسسات الصحفية بوضع عقود عمل واضحة تتضمن حقوق الصحفيين كاملة، مثل الأجور والتأمينات وساعات العمل وضمانات الاستمرار الوظيفي.

7- دعم الصحافة الورقية وحمايتها من الانهيار

رغم توسع الصحافة الرقمية، لا تزال الصحافة المطبوعة عنصرًا مهمًا في المشهد الإعلامي، وتحتاج إلى دعم مالي وإداري لتتمكن من الصمود. يتطلب ذلك استراتيجيات تشمل تطوير المحتوى، وإدخال تقنيات الطباعة الحديثة، وتعزيز التوزيع، بالإضافة إلى دعم حكومي يعين الصحف الورقية على مواجهة الأزمة الاقتصادية.

8- إنشاء صندوق دعم الطوارئ للصحفيين

بسبب عدم استقرار سوق العمل الصحفي، يعاني الكثير من الصحفيين عند فقدان وظائفهم أو التعرض لظروف طارئة. لذا، من الضروري إنشاء صندوق لدعم الصحفيين في الأزمات، بحيث يقدم منحًا مالية طارئة، ويدعم إعادة تدريبهم وتأهيلهم لوظائف جديدة داخل المجال الإعلامي.

9- تفعيل قوانين تضمن حق الصحفيين في الوصول للمعلومات

يواجه الصحفيون صعوبة في الحصول على المعلومات الدقيقة من المصادر الرسمية، مما يضعف قدرتهم على إنتاج تقارير وتحقيقات موثوقة. لذا، يجب وضع قوانين تلزم المؤسسات الحكومية بتوفير المعلومات للصحفيين في إطار زمني واضح، مع ضمان عدم التعرض للملاحقات القانونية بسبب النشر.

10- الاستثمار في تدريب الصحفيين على التقنيات الحديثة

يتطور مجال الصحافة بوتيرة متسارعة، ويحتاج الصحفيون إلى التدريب المستمر على أدوات وتقنيات جديدة، مثل الصحافة الاستقصائية الرقمية، واستخدام الذكاء الاصطناعي في البحث والتحليل، وصحافة البيانات. ومن الضروري أن تكون هذه الدورات متاحة للجميع، سواء داخل المؤسسات الصحفية أو عبر النقابة.

11- حماية الصحفيين أثناء تغطية الأحداث الميدانية

الصحفيون الذين يغطون الأحداث الساخنة، سواء في مناطق النزاعات أو خلال التظاهرات، يحتاجون إلى وسائل حماية قانونية ومادية. ويشمل ذلك إصدار تصاريح تضمن عدم التعرض لهم أمنيًا، وتوفير معدات سلامة عند تغطية الأحداث الخطرة، بالإضافة إلى التأمين ضد الإصابات أثناء العمل.

12- ضبط معايير التوظيف والحد من استغلال المتدربين

تعاني بعض المؤسسات الصحفية من استغلال الصحفيين الجدد، حيث يُطلب منهم العمل لفترات طويلة دون أجر أو بمرتبات رمزية. لذا، من الضروري وضع حد أدنى لأجور المتدربين، مع تحديد مدة التدريب، وضمان حصولهم على عقود ثابتة بعد اجتيازهم فترة التقييم.

13- تطوير نقابة الصحفيين لتقديم خدمات أفضل للأعضاء

يجب أن تكون نقابة الصحفيين أكثر فاعلية في تقديم الخدمات لأعضائها، سواء من خلال توفير الدعم القانوني، أو إنشاء مراكز تدريب متخصصة، أو تقديم تسهيلات مادية مثل القروض السكنية. كما يجب تفعيل دور النقابة في حماية الصحفيين والدفاع عن حقوقهم في مختلف المؤسسات الإعلامية.

14- تعزيز مكانة الصحفيين وإعادة الاعتبار للمهنة

الصحافة مهنة تُعتبر “سلطة رابعة”، ومن الضروري الحفاظ على مكانتها وهيبتها. وهذا يتطلب مواجهة حملات التشويه التي تستهدف الصحفيين، وتسليط الضوء على دورهم في نقل الحقيقة وخدمة المجتمع. كما يجب أن يكون هناك دعم حكومي ومجتمعي لتعزيز ثقة الجمهور في وسائل الإعلام والصحفيين.

15- توفير امتيازات اقتصادية للصحفيين

يجب أن يحصل الصحفيون على امتيازات اقتصادية تعينهم على مواجهة التحديات المعيشية، مثل توفير قروض ميسرة لشراء سكن، أو تقديم خصومات على وسائل النقل، أو دعم مالي للأسر ذات الدخل المحدود. هذه الامتيازات ليست ترفًا، بل ضرورة لضمان بيئة عمل مستقرة للصحفيين.

ختامًا

هذه المطالب ليست مجرد أمنيات، بل حقوق مشروعة لضمان بيئة عمل عادلة ومستقرة للعاملين في الصحافة. تحقيق هذه الأهداف سيؤدي إلى صحافة أكثر مهنية واستقلالية، قادرة على لعب دورها الحيوي في المجتمع، كأداة لنقل الحقيقة والدفاع عن حقوق المواطنين.