ثمار 30 يونيو.. الرئيس السيسي راعي “القوة الناعمة” وحارس الذوق العام

منذ توليه رئاسة الجمهورية، أرسى الرئيس عبد الفتاح السيسي تقليدًا جديدًا في علاقة الدولة المصرية بالفن والثقافة، منح فيه “القوة الناعمة” مكانتها المستحقة على أجندة العمل الوطني، مؤمنًا بدورها الحيوي في تشكيل وعي المواطن وبناء الشخصية المصرية.
الرئيس راعي الفن.. لا ينسى المبدعين
رغم جسامة الملفات السياسية والاقتصادية التي يتعامل معها يوميًا، يواصل الرئيس السيسي تقديم الدعم المباشر للفنانين والمبدعين، من خلال التكريم والتقدير، وتشجيع المحتوى الهادف الذي يعكس هوية الدولة ويعزز الذوق العام.
وفي مشهد غير معتاد في الحياة السياسية المصرية، أصبح تكريم رموز الفن والثقافة سمة ملازمة للمناسبات الوطنية التي يحضرها الرئيس. كان أبرزها تكريمه لنجوم مسلسل الاختيار خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة الـ32، حيث أشاد الرئيس بما قدمه العمل من تجسيد واقعي لتضحيات أبطال الجيش المصري، قائلاً:
“ما تم تقديمه لم يكن به أي مبالغة.. كانت وقائع حقيقية رغم قسوتها، والفكرة عظيمة.”
كرّم الرئيس وقتها الفنانين أمير كرارة، أحمد العوضي، إسلام حافظ، محمود حافظ، عابد عناني، أحمد الرافعي، والمخرج بيتر ميمي، مشيدًا بأدائهم وإخلاصهم في نقل الحقيقة.
الفن في حضرة الدولة
في أكثر من مناسبة، ظهر الفنانون أمام الرئيس يقدمون أعمالًا تجسد اللحظة الوطنية. من أبرز تلك العروض، أوبريت “فداء مصر” الذي قُدّم في احتفال عيد الشرطة الـ72، وأحياه عدد من الفنانين أمام الرئيس، في مشهد احتفالي كبير يعكس التقدير الرسمي للفن الجاد.
كما شارك الفنان محمد منير والفنانة أنغام في إحياء احتفالية ضخمة على مسرح استاد العاصمة الإدارية الجديدة بمناسبة مرور 51 عامًا على نصر أكتوبر، في تظاهرة فنية وطنية جمعت الأصالة بالحاضر.
وفي احتفالية المرأة المصرية وعيد الأم، كرّم الرئيس الفنانة القديرة فريدة فهمي، إحدى رموز فرقة رضا، ووجّه رسالة تقدير خاصة للموسيقار عمر خيرت، قال فيها:
“المايسترو العظيم عمر خيرت.. أنت دايمًا بتسعدنا وتشرفنا.”
تكريم الرموز الراحلة
لم يغب الفنانون الراحلين عن مشهد التكريم الرئاسي؛ فقد كرّم الرئيس السيسي اسم الفنان الكبير محمود عبد العزيز، خلال المؤتمر الوطني للشباب بمحافظة الإسكندرية، وتسلم الدرع نجله الفنان محمد محمود عبد العزيز، في لفتة إنسانية ووطنية راقية.
كما كرّم الرئيس اسم الفنان جورج سيدهم، أحد رموز الكوميديا المصرية، خلال افتتاح مشروعات قومية بمحافظة سوهاج، وتسلمت الدرع زوجته الدكتورة ليندا مكرم.
الذوق العام خط أحمر
لا يتوقف دعم الرئيس عند حدود التكريم، بل يمتد إلى توجيه نقد بناء للمحتوى غير اللائق، والتأكيد على أهمية الحفاظ على الذوق العام. وفي كلمة له مؤخرًا، انتقد الرئيس عددًا من الأعمال الرمضانية التي احتوت على مشاهد عنف وبلطجة، مشددًا على أن هذه الصورة لا تعبّر عن المجتمع المصري.
وفي المقابل، أثنى الرئيس على تجربة الفنان سامح حسين في برنامجه الرمضاني “قطايف”، الذي عُرض عبر يوتيوب، ووصفه بأنه “مفيد وهادف”، ما يعكس متابعة الرئيس الدقيقة لكل ما يُقدم للمواطن المصري، حتى خارج الشاشات التقليدية.
مصر الجديدة تحمي فنها
بهذا الحضور المتواصل للفن والفنانين في المشهد الرسمي، يُرسّخ الرئيس السيسي رؤية جديدة لمكانة الثقافة في مشروع الدولة، حيث تصبح “القوة الناعمة” أداة استراتيجية لا تقل أهمية عن السلاح والاقتصاد. إن ما تحقق منذ 30 يونيو لم يكن سياسيًا فحسب، بل شمل أيضًا إعادة الاعتبار لفن ارتبط دومًا بوجدان المصريين، واستعادة لدور الفنان كحامل للهوية ومهندس للوعي.