خبيرة القانون الدولي السورية رانيا مروان: نُثمّن غاليًا إقدام بريطانيا وفرنسا وألمانيا على الاعتراف بالدولة الفلسطينية

كتب: نوفل البرادعي

أعربت الدكتورة رانيا مروان سبانو، خبيرة القانون الدولي والتحكيم الدولي السورية، عن بالغ التقدير للدور المحوري الذي اضطلعت به المملكة العربية السعودية وفرنسا في مؤتمر حل الدولتين بالأمم المتحدة، والذي انعقد الأسبوع الماضي، واعتبرته دفعة قوية للغاية للقضية الفلسطينية، وأضاف إليها زخمًا شديدًا مع إعلان دول وازنة في العالم، مثل المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وبلجيكا ولوكسمبورغ ومالطا، عن تطلّعها إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية خلال أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر القادم.

وقدّرت الدكتورة سبانو الدور المصري والقطري الذي يسابق الزمن من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وضمان انسيابية دخول المساعدات إلى داخل القطاع المدمّر.

وأوضحت سبانو، على هامش مشاركتها في أعمال الملتقى العالمي للمرأة العربية والسورية: من النزاع إلى المشاركة في بناء السلام، المنعقد في العاصمة البريطانية لندن، أن المرأة العربية، والسورية تحديدًا، تتحوّل من الألم إلى الأمل، وتصوغ معادلة العدالة والكرامة، وتتقدّم بخطى ثابتة لتحمل على عاتقها مهمة إعادة صياغة مستقبل تتقاطع فيه العدالة مع السلام، وتتصافح فيه الكرامة مع القانون الإنساني.

وأشارت رئيسة المؤسسة العربية للسلام والتنمية – والمؤسِّسة الفخرية لها – إلى أن المؤسسة تحمل على عاتقها راية التمكين القانوني والإنساني للمرأة في ساحات النزاع وبناء الإنسان منذ أكثر من عقد من الزمان، مؤكدة أن قضية الاعتراف بدولة فلسطين تُعدّ أساسًا للسلام العادل، خاصة في ظل ما يشهده قطاع غزة من انتهاكات ممنهجة للقانون الدولي، وحملات إبادة جماعية وتجويع، وهو ما يدفع دول العالم للإسراع بالاعتراف بفلسطين استنادًا إلى قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها القرار 181 والقراران 242 و338.

كما شدّدت على أن دعم المرأة الفلسطينية لا ينبغي أن يقتصر على تقديم المساعدات، بل يجب أن يشمل التمكين القانوني والسياسي والاجتماعي، كجزء من حلّ جذري يحقق العدالة والكرامة. وأكدت أن شقيقتها المرأة السورية، التي ذاقت ويلات التهجير والحرمان، أصبحت تمتلك اليوم تجربة غنية وواعية، تمكّنها من المشاركة الفاعلة في إعادة بناء الوطن وإعمار سوريا الجديدة، بكل أطيافها ومكوناتها، بعيدًا عن الطائفية والتفرقة.

وأكدت الدكتورة سبانو أن الحراك النسائي العربي يستند إلى منظومة قانونية دولية راسخة، يأتي على رأسها اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو)، وقرار مجلس الأمن رقم 1325 بشأن المرأة والسلام والأمن. وكلاهما يؤكد أن مشاركة المرأة في صناعة القرار ليست اختيارًا سياسيًا، بل التزام قانوني وأخلاقي من الدول الأطراف لضمان سلام مستدام وشامل.

وختمت حديثها بالتأكيد أن جوهر نشاط المرأة العربية اليوم يتمثل في وقوفها في موقع متقدّم دفاعًا عن معركة إعادة تعريف الكرامة والسيادة والحقوق. مشيرة إلى أن قضيتي المرأة السورية والفلسطينية ليستا قضيتين منفصلتين، بل هما من منظومة واحدة، عنوانها:

“لا سلام دون عدالة.. ولا عدالة دون المرأة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى