كنيسة الأم دولاجي وأولادها الأربعة تسلط الضوء على قصة أشهر قديسات الصعيد في إسنا × 15 صورة
قصة الأم دولاجي وأولادها الأربعة
تروي الأحداث تاريخياً أن الأم دولاجي جادت بأربعة من أبنائها وهم صوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس، وشجعتهم على مواجهة الظلم والطغيان الروماني في نهاية القرن الثالث وبداية القرن الرابع الميلادي. عندما زار الوالي الروماني أريانوس مدينة إسنا، قابل الصبية الأربعة وأمرهم بالسجود للأوثان، لكنهم أعلنوا مسيحيتهم وأبوا الامتثال، مما أدى إلى عرضهم للعذاب والتهديد بالموت.
حلت الأم دولاجي بسرعة إلى مكان أولادها، وأمام الوالي كانت تشجعهم وتقوي عزيمتهم، الأمر الذي جعل أريانوس يغضب ويأمر بقطع رؤوسهم على مرأى منها. أصرت على أن يُذبح أبناءها الواحد تلو الآخر، واعتنت بجسدها حتى أمر الوالي بقطع رأسها هي الأخرى، وكان ذلك في يوم 6 بشنس الموافق 14 مايو حسب التقويم القبطي. بعد استشهادهم، قام المسيحيون في إسنا بجمع أجسادهم ولفهم في أكفان فاخرة، ودفنوهم في منزلهم الذي أصبح فيما بعد مكاناً للكنيسة.
تأسيس كنيسة الأم دولاجي ومسيرتها
شهد بداية القرن العشرين تجديد الكنيسة على أنقاض المبنى القديم، حيث قام الأميرلاي دير بك جرجس بالتحديث، ولكن بسبب الفيضانات وانهيارات الأرض، صدر قرار رسمي بترميمها وإعادة بنائها عام 1973. حصلت الكنيسة على رخصة بناء في عام 2006، وافتتحت رسميًا في 2007 بحضور البابا شنودة الثالث وعدد كبير من الأهالي والقيادات الدينية من مختلف الطوائف، وأصبحت مزاراً دينياً هاماً يجذب الزائرين من مصر والعالم.
الاحتفالات والأحداث الدينية
يُحتفل سنوياً بعيد استشهاد الأم دولاجي وأولادها، حيث تُقام الصلوات والقداسات في كنيسة الأم دولاجي، وتُزين اللوحات والصور داخل الكنيسة التي تظهر الشخصيات المقدسة وتاريخهم البطولي. ويُعطر رفاتهم ويُجسد برائحته الطيبة خلال تلك الفعاليات، التي يشارك فيها المسلمون والمسيحيون معًا، في تعبير عن الوحدة والتقدير لتضحيات القديسة وأولادها.
كما يُنظم العديد من الفعاليات الدينية والتراثية التي تبرز قصة استشهاد الأم دولاجي وأولادها، وتُعد مناسبة هامة لتعزيز الروح الوطنية والدينية في المنطقة. وتظل الكنيسة شاهداً على التاريخ العريق، وتجيب على الحاجة إلى تقدير التضحية والدفاع عن الإيمان، وتظل رمزاً للأمل والبطولة.
