صالة الأعمدة الكبرى بالكرنك تعود للنشاط بعد آلاف السنين أمام الزائرين.. صور

إعادة إحياء صالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك
عملت يد مصرية خالصة على تجديد وترميم صالة الأعمدة الكبرى التي تقع في معابد الكرنك، وتعمل على إبراز ألوانها الزاهية ونقوشها الأثرية المميزة التي تعبر عن حضارة مصر القديمة. استغرق العمل سنوات طويلة، حيث أُعيدت الحياة لهذا الموقع التاريخي ليصبح مرتعًا لجذب السياح من جميع أنحاء العالم، الذين يأتون لالتقاط الصور التذكارية أمام تحف فنية فريدة من نوعها.
وصف الصالة والأعمدة
تحتوي صالة الأعمدة على 134 عمودًا مرتبة في 16 صفًا، ويعلو الصفان الأوسطان منها ويبلغ ارتفاعهما حوالي 20 مترًا، وتكون تيجان الأعمدة على شكل زهرة البردي المفتوحة، وهو رمز مهم في الفن المصري القديم، يمثل الشكل الرئيسي للفضاء الداخلي. أما الأعمدة الأخرى فتصل إلى ارتفاع حوالي 14 مترًا، وتوائم تيجانها نبات البردي، وتُزين جدران القاعة بنقوش بارزة، من بينها نقش يروي معركة قادش على الجدار الجنوبي.
مشروع الترميم والتوثيق
بدأت عملية الترميم بعد جمع بيانات دقيقة عبر تصوير جميع الأعمدة قبل بدء العمل، وصنع نماذج ثلاثية الأبعاد لها، لضمان المحافظة على تفاصيلها قبل وبعد الترميم. تم تحديد أماكن التلف والنقوش التالفة، وتقوية الأعمدة باستخدام ورق ياباني مدمج مع مادة C.M.C، ثم حقنها بمادة الأكريل. كما أُزيلت مونة الترميم القديمة من الأسمنت الأسود، واستبدلت بمونة جيرية مناسبة، ومرت عملية التنظيف الميكانيكي والكيميائي بعناية فائقة، مع إزاحة أعشاش الدبابير، وإعادة لصق الأجزاء الحجرية المبعثرة.
استعادة الألوان والنقوش
تمت حماية الألوان الأصلية للرسومات والنقوش من خلال تقوية طبقات الألوان، وملء الفواصل وإعادة تعويض الأجزاء المفقودة بمونة الجير الملائمة. وعقب الانتهاء من أعمال الترميم، ظهرت تفاصيل النقوش والألوان بشكل واضح، مع إبراز الجمال الفريد الذي يميز المعابد المصرية القديمة ويجذب الزائرين للسحر الذي تنقله عبر الزمن.
السياحة والتاريخ
تعد صالة الأعمدة الكبرى أكبر بهو في العالم وفخر تاريخ البشرية، حيث بدأ تشييدها بأمر الملك أمنحتب الثالث، ثم أكمل الملك سيتى الأول بتوسعة الأعمدة لتصل إلى 134 عمودًا، وكان لكل ملك أسلوبه الخاص في التصميم. وظهرت أعمدة سيتى الأول أقل طولًا من سابقتها، حيث بلغت حوالي 15 مترًا، وتُزينت بأشكال البردي، ومُنحت على جدرانها شبابيك حجرية تسمح بانسياب الضوء إلى البهو، والذي يُعتبر تحفة معمارية فريدة من نوعها. وقام الملك رمسيس الثاني بنقش اسمه على الأعمدة، لتظل شاهدة على عظمة الماضي.
جمال الألوان والزخارف
تظهر الألوان الزاهية والحيوية الآن على جدران صالة الأعمدة بعد عمليات الترميم، حيث أُعيدت الحياة إلى الرسومات والنقوش البديعة، التي تحكي قصة الحضارة المصرية وتبرز فنونها الرفيعة. تتميز النقوش بالرسومات الدقيقة والمناظر التي تصور الأساطير والمعارك، وتحول المكان إلى لوحة فنية حية تثير إعجاب الزائرين والعاشقين للفن الأصيل.
مشاهد السائحين والتفاعل مع الموقع
يتوافد السياح بشكل مستمر إلى الصالة للاستمتاع بجمالها وتقنياتها الأثرية، حيث يثمنون التزام مصر بالحفاظ على تراثها وإظهاره بأبهى صورة. وتنسجم الألوان والنقوش مع جو المكان، وتمنح زوارها إحساسًا بالسحر والتاريخ العريق، مما يعزز مكانة الكرنك كواحد من أهم مواقع التراث العالمي.
الختام والتواصل مع التاريح
تجسد صالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك عمق حضارة مصر القديمة ومكانتها في التاريخ، وأصبحت الآن رمزًا حيًا للحضارة، يعكس عبق وأصالة الفن المصري عبر الأجيال الماضية والحاضرة. ويشرف المصريون على حمايتها والعناية بها، لتظل شاهدة على روعة الماضي وعنوانًا للفخر والانتماء.