مصدر لأصفى أنواع زيت الطعام.. شاهد زراعة عباد الشمس في المنيا.. فيديو

يُزرع محصول عباد الشمس في محافظة المنيا التي تعتبر من أهم محافظات الصعيد، ويتميز هذا المحصول بقيمته الاقتصادية العالية وقدرته على التوافق مع المناخ الجاف والحار في المنطقة، مما يجعله خيارًا جيدًا لتعزيز الإنتاج المحلي من الزيوت. يبدأ موسم زراعته في شهر أبريل وتنتهي عملية الحصاد منتصف أغسطس، إذ يصل إنتاج الفدان إلى حوالي طن ونصف، ويستهلك كميات أقل من المياه مقارنة بمحاصيل مثل الذرة والأرز، مما يجعله ملائمًا للاستخدام في ظل ندرة الموارد المائية.
تُروج وزارة الزراعة لزراعة عباد الشمس من خلال توفير بذور محسنة بأسعار مدعومة، بالإضافة إلى تقديم إرشادات للمزارعين حول طرق الزراعة والحصاد. وزادت مساحة زراعة العبّاد الشمس في المنيا بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت من 500 فدان عام 2020 إلى أكثر من 3000 فدان في العام الماضي، ولا سيما في مراكز مغاغة، بني مزار، ملوي، وديرمواس، حيث يُستخدم بذوره لاستخلاص الزيت الذي تصل نسبة الزيت فيه بين 38 و42 بالمئة، فضلاً عن استخدامه كعلف للحيوانات.
التحديات والفرص في زراعة عباد الشمس
رغم أن الأراضي في المنيا خصبة، إلا أن زراعة عبّاد الشمس تواجه تحديات مثل قلة المصانع المحلية لاستخلاص الزيت، مما يضطر المزارعين لبيع محصولهم لوسطاء بأسعار منخفضة، بالإضافة إلى الحاجة لآلات حصاد خاصة لا يمتلكها الكثير من المزارعين الصغار. كما تتعرض المحاصيل لآفات مثل دودة ورق عباد الشمس والعفن الرمادي، التي تتطلب عمليات رش وقائية مكثفة. وعلى الرغم من ذلك، هناك قصص نجاح لمزارعين تمكنوا من تحقيق أرباح مرتفعة بفضل الإرشاد الزراعي، ومن المتوقع أن تزيد مساحة زراعة عباد الشمس خلال الأعوام القادمة لتبلغ حوالي 8 آلاف فدان أو أكثر، خاصة مع تطوير استراتيجيات التسويق وتحقيق التكامل في سلاسل التوريد.
يمكن أن يتحول عباد الشمس إلى محور اقتصادي أخضر، عبر استخدام مخلفاته في إنتاج الوقود الحيوي، مما يفتح آفاقًا جديدة للمشروعات المستدامة. وتعد زراعة عباد الشمس في المنيا خطوة مهمة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الزيت، وخلق فرص عمل للشباب والمرأة الريفية، حيث تتطلب نجاحاتها تضافر جهود الحكومة، والمزارعين، والمستثمرين، لتحويل المحافظة إلى منطقة زراعية متكاملة ومستدامة.