الشركات الصغيرة الأمريكية تتكبّد خسائر سنوية بقيمة 202 مليار دولار جراء رسوم ترامب

تحديات تواجه الشركات الصغيرة الأمريكية في ظل التغيرات الجمركية المتزايدة
تشهد الشركات الصغيرة في الولايات المتحدة، التي تمثل أكثر من نصف فرص العمل الجديدة في البلاد خلال السنوات الأخيرة، صعوبات متزايدة في التعامل مع التغييرات والحزم الجمركية المفروضة. فقد أدت الإجراءات الجديدة إلى ضغط مالي وتحديات تنظيمية تؤثر بشكل مباشر على أدائها واستمراريتها.
تفاصيل الإجراءات والتداعيات عليها
- فرض رسوم جمركية تتراوح بين 10% و50% على منتجات واردة من دول مختلفة، حسب نوعية الدولة.
- زيادة المتطلبات الإدارية من قبل هيئة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية، مما يفرض عبئًا إضافيًا على الشركات.
- رفع قيمة الضمانات الجمركية التي يجب شراؤها من مزوّدي التأمين لضمان تحصيل الرسوم والضرائب والغرامات المحتملة، مما يزيد من أعبائها المالية.
الفرق بين الشركات الكبرى والصغيرة في التعامل مع التحديات
في حين أن الشركات الكبرى تمتلك موارد داخلية وبنى تحتية تمكنها من مواجهة هذه التغيرات والتكيف معها، فإن الشركات الصغيرة غالبًا ما تجد صعوبة في الامتثال والتخطيط في ظل النظام الجديد. فغياب فرق امتثال داخلية يعيق قدرتها على تحليل التأثير وتطوير استراتيجيات التكيف.
الاقتصادات والتوقعات المالية
- وفقًا لغرفة التجارة الأمريكية، يوجد حوالي 236 ألف شركة صغيرة مستوردة في الولايات المتحدة، وتبلغ وارداتها أكثر من 868 مليار دولار سنويًا.
- تتوقع الغرفة أن تكلف هذه الشركات مجتمعة حوالي 202 مليار دولار سنويًا بسبب الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي، مع متوسط تكاليف يبلغ 856 ألف دولار لكل شركة.
تحليل التكاليف والتوقعات المستقبلية
- بحسب محللي بنك جولدمان ساكس، تحملت الشركات الصغيرة أكثر من نصف تكلفة الرسوم الجمركية حتى يونيو، بينما تحمل المصدرون الأجانب والمستهلكون الأمريكيون بقية التكاليف.
- من المتوقع أن ترتفع حصة المستهلكين من التكاليف إلى 67% مع تراجع العبء عن المستوردين، مع استمرار التغيرات في سياسات الرسوم.
تحذيرات وتأثيرات على السوق
حذر الاتحاد الأمريكي لتجارة التجزئة من أن العديد من رواد الأعمال قد يعجزون عن الصمود أمام خطط الحكومة لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي عبر التغييرات الجمركية، خاصةً أن الشركات الصغيرة تواجه أصعب التحديات في الحفاظ على بقائها في ظل هذه الظروف.
التوقعات المستقبلية والتحديات التشغيليّة
توقع تقرير جلوبال بورت تراكر أنه من المتوقع حدوث انخفاض كبير في واردات الولايات المتحدة، بدءًا من بداية موسم العمليات الجديدة، نتيجة لاستمرار السياسات المتقلبة بين فرض الرسوم وإيقافها، مما يزيد من حالة عدم اليقين في السوق.
موقف الحكومة والانتقادات الموجهة
وفي السياق ذاته، أشار المتحدث باسم البيت الأبيض إلى أن الشركات الأمريكية تم تهميشها لعقود بسبب اتفاقيات تجارة حرة، وأن الخطوات الحالية تهدف إلى إعادة توازن التجارة الأمريكية مع العالم، بهدف ضمان مصالح البلاد الاقتصادية.
ملاحظات وتوصيات للمستقبل
أما الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، جون دنتون، فحذر من أن الأمر يتجاوز مجرد رفع الرسوم، ليشمل اضطرابات في العمليات التجارية وحالة من عدم اليقين تضر بالشركات، وخصوصًا الشركات متعددة الجنسيات، داعيًا الإدارة الأمريكية إلى تقديم إرشادات أكثر وضوحًا لتقليل الأثر السلبي على الشركات الصغيرة.