مكتبة الإسكندرية تنظّم ندوة بعنوان «معركة الوعي ودور القوى الناعمة» بحضور مجموعة من المفكرين | صور

مراجعة وتغطية لأحداث ندوة مكتبة الإسكندرية حول الهوية الوطنية ودور القوى الناعمة
أقامت مكتبة الإسكندرية فعالية هامة تناولتً موضوعات ترتبط بحماية الهوية الوطنية وتعزيز الوعي المجتمعي من خلال الأدوات الثقافية والإعلامية، بمشاركة نخبة من المفكرين والمثقفين. وسلطت الندوة الضوء على أهمية التصدي لحروب الشائعات والتحديات التي تواجه الهوية المصرية في العصر الحديث.
مداخلات حول معركة الوعي وأهميتها
- خالد هنو: أكد أن معركة الوعي تعتبر أشد قسوة من الحروب التقليدية، لأنها تعتمد على وسائل الكلمة والفن والمسرح والسينما، محذرًا من محاولات التأثير الثقافي عبر ما سماه «الاستعمار الثقافي» الذي يحاول فرض أنماط حياة دخيلة. كما دعا إلى إعادة فتح المراكز الثقافية ودعم المواهب الشابة لحماية الهوية الوطنية من التآكل.
- مصطفى بكري: حذر من أن مصر تواجه «حرب الجيل الرابع»، التي تستهدف زعزعة استقرار الهوية الوطنية من خلال نشر الشائعات، مشيرًا إلى تحديات إقليمية وأمنية، بما فيها مخططات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، داعيًا إلى تلاحم وطني لمواجهة تلك التحديات.
- الدكتور أسامة البدرشيني: أكد على ثبات الموقف المصري على مدى التاريخ فيما يخص القضية الفلسطينية، ودعا إلى توعية المجتمع بالمحددات الوطنية، موضحًا أن مبادرة «بداية» تهدف إلى إعادة بناء الإنسان المصري، معتبرًا أن الوعي والهوية يمثلان خطوط الدفاع الأولى في مواجهة التأثيرات الثقافية الأجنبية.
- الفنان أحمد ماهر: أشار إلى أن القوى الناعمة، كالثقافة والفنون والأدب، تعتبر أساسًا لبناء الهوية المصرية الجديدة. وأوضح أن الفن رسالة، ويجب على المبدعين توظيفه بشكل مسؤول لتمتين القيم الوطنية، مع ضرورة وجود وعي نقدي لدى الأجيال الجديدة لتمييز الأعمال الجيدة عن المحتوى الهابط. وشدد على أن معركة الوعي لا تقل أهمية عن المعارك العسكرية في حماية الوطن.
أبرز النقاط التي تناولتها الندوة
موقف مصر من التحديات الراهنة
- استعراض موقف مصر الثابت والمتماسك في مواجهة العدوان الإسرائيلي على فلسطين، مع أهمية توعية الرأي العام بالمحددات الوطنية الموقف المصري.
- تأكيد على ضرورة تفعيل مبادرات وطنية مثل «بداية» لبناء الإنسان وتعزيز القيم الوطنية، باعتبارها أدوات حيوية لمواجهة التحديات الثقافية والإعلامية.
دور الفن والثقافة في تشكيل الهوية
- أشار أحمد ماهر إلى أن الفنون والثقافة والأدب تمثل أدوات فعالة لترسيخ القيم الوطنية، وأن على الفنانين والمبدعين تحمل مسؤولية تقديم محتوى هادف يحترم وعي الجمهور ويعزز الوعي الجمعي.
- تطرق إلى إن مصر استطاعت عبر تاريخها أن تعتمد على قوتها الناعمة، التي جعلتها تتصدر المشهد في المنطقة والعالم من خلال إبداعاتها السينمائية والمسرحية والموسيقية.
- أكد على ضرورة أن يتبنى الجيل الجديد وعيًا نقديًا يعينه على التمييز بين الفن الأصيل والمحتوى المضلل، وأن ذلك يتطلب جهودًا مشتركة بين المؤسسات التعليمية والثقافية والإعلامية.
خلاصة وتوصيات
دعت الفعالية إلى ضرورة تضافر الجهود الوطنية بمختلف أشكالها لمواجهة التحديات الفكرية والثقافية، مع التركيز على ترسيخ القيم الوطنية عبر الأدب والثقافة والإعلام، خاصة في ظل التحديات المعاصرة التي تهدد هوية مصر. وأكد المشاركون أن معركة الوعي تظل أحد الركائز الأساسية في حماية الوطن ومبادئه الإنسانية.