شرايين مائية تنعش الصحراء.. شمال سيناء أرض الفرص بين الزراعة وموارد الطبيعة

تتمتع محافظة شمال سيناء بموقع استراتيجي هام، إذ تقع في الركن الشمالي الشرقي لمصر وتُعد حلقة وصل بين المشرق والمغرب العربي. يطل ساحلها على البحر المتوسط بطول يزيد على 220 كيلومترًا، وتضم 85 قرية و473 تابعًا إداريًا، وتتسم بتنوع مناخي فريد يمتد من الطابع المتوسطي في الشمال إلى المناخ شبه الصحراوي في الوسط والجنوب، مما يمنحها مقومات مميزة في الزراعة، السمك، وتربية الحيوانات.
البنية التحتية والتنمية الاقتصادية
تتمتع شمال سيناء ببنية تحتية متطورة من حيث الاتصالات والطرق والمواصلات الجوية والبحرية، مما يربطها بالمحافظات الأخرى ويعزز قدراتها على الاستثمار في المجالات الزراعية والصناعية. يعتمد خطة التنمية على استغلال الموقع المتميز والمناخ المتنوع لتحقيق طفرة في الإنتاج الزراعي، خاصة عبر مشاريع تنموية كترعة السلام التي تهدف إلى استصلاح 156 ألف فدان لزيادة الرقعة الزراعية في المحافظة.
الزارعة ومحاصيلها المتميزة
تتميز مراكز شمال سيناء بإنتاج محاصيل فريدة، حيث تنتج رفح والشيخ زويد الخوخ، التين والموالح، في حين تتخصص العريش بزيت الزيتون عالي الجودة، ويرتبط مركز بئر العبد بتربية النخيل، بينما يُعرف مركزي نخل والحسنة بزراعة النباتات الطبية والعطرية التي تتزايد طلباتها عالميًا. تشمل المحاصيل الأساسية في المنطقة اللوز، العنب، الخوخ، الزيتون، التين، القمح، والخضروات والفواكه الموسمية.
مشروعات المياه والري والتنمية الزراعية
تُستخدم مياه الآبار والأمطار والسيول في ري الأراضي، خاصة في شرق العريش على طول الساحل الممتد حتى حدود غزة، حيث تُروى الأراضي بمياه الأمطار أو من الآبار التي تتفاوت أعماقها بين 15 و100 متر، وتُزرع فيها محاصيل مطرية ومروية متنوعة كالتين واللوز والموز والخضروات. تستهدف الدولة عبر مشروع ترعة السلام توسيع الرقعة الزراعية، مع استثمار عناصر المياه المتنوعة وتحسين جودة الأراضي الصالحة للاستصلاح.
المشاريع الكبرى للري والتنمية المستدامة
تحوي مناطق شرق العريش على حوالي 50 كم من الساحل المزروعة بالمحاصيل المطرية والمروية، كما تم تهيئة الأراضي خارج مسار ترعة السلام بالبنية التحتية من طرق وكهرباء، ونجحت في زراعة 152 ألف فدان بمحاصيل متعددة. إلى جانب ذلك، تساهم ترعة الشيخ جابر الصباح شرق قناة السويس في توصيل المياه للأراضي الجديدة، مما يعزز من فرص التوسع الزراعي وتعمير سيناء.
الثروات الطبيعية والسمكية والبحرية
تمتلك بحيرة البردويل، وهي واحدة من أنقى البحيرات في العالم، مساحة تصل إلى 165 ألف فدان وتنتج حوالي 3500 طن من الأسماك سنويًا، مما يسهم بشكل كبير في الأمن الغذائي للمحافظة. على الساحل الشمالي، تنتج المياه البحرية حوالي 1500 طن من الأسماك سنويًا، إضافة إلى مشاريع استزراع سمكي مكثفة، حيث توجد مزرعتان سمكيتان بطاقة إنتاج تصل إلى 70 طنًا للمزرعة سنويًا، ومعها دراسة لإنشاء مفرخ بحري بطاقة عالية من حيث الوحدات الإصبعية.
مشروعات الثروة الحيوانية والدجاج
تعتمد الثروة الحيوانية على تربية الأغنام والماعز، ويبلغ عددها حوالي 100 ألف رأس، وتُغذي المراعي الطبيعية التي تعتمد على الأمطار الموسمية. وتُقام مزارع للدجاج بهدف تلبية طلب السوق المحلية وتحقيق الاكتفاء الذاتي من اللحوم البيضاء، مع تصدير الفائض إلى المحافظات الأخرى.
الجهود التنموية وإمكانات المحافظة
تُظهر مؤشرات التنمية أن شمال سيناء غنية بالموارد الطبيعية، مع موارد مائية وأراضٍ وأسماك وثروة حيوانية، وتتم مراقبة استغلال تلك الموارد بشكل مستمر لتنمية المنطقة، وتحسين البنية التحتية لخلق بيئة جاذبة للاستثمار وتوفير فرص عمل، مما يعزز الاستقرار الاجتماعي ويحفز التنمية الاقتصادية الشاملة.
الأرض الملائمة وفرص استثمارية واسعة
تمثل المحافظة أرضًا خصبة للزراعة، مع وجود شرايين مائية تعيد الحياة إلى المناطق الصحراوية، وأراضي واسعة قابلة للاستصلاح، وتُعَّد مشاريع التوسع الزراعي من أبرز الفرص الاستثمارية، نظراً لوجود محاصيل متنوعة وخطط مستقبلية لزيادة الإنتاج وتحقيق التنمية المستدامة، مما يجعل شمال سيناء واحدة من أنجح المناطق في استغلال مواردها الطبيعية لتحقيق النمو الشامل.