كفر الصارم بالغربية.. حرفة الفخار تتنوع بين “قلة” و”زير” وأشكال متعددة

تشتهر قرية كفر الصارم في مركز سمنود بمحافظة الغربية بكثرة ورش تصنيع الفخار التي تعتمد على الطمي الأسمر المستخرج من نهر النيل. تتنوع المنتجات الفخارية في أشكالها وأنواعها وتُصنع بحرفية عالية، يتميز بها الأيدي الماهرة التي تكوّن الأواني منذ أجيال طويلة.
تُسهم تلك الورش في تلبية حاجة السوق المحلي، حيث توفر أواني مختلفة مثل القلل والأزيرة والأطباق والطواجن، التي أصبحت تستخدم بشكل واسع في المنازل والمحال والمطاعم. تُعاد مراحل تصنيعها بعد جمع الطين من النيل، بدءًا من غربلته للتخلص من الشوائب، ثم وضعه في أحواض كبيرة مع الماء لتخميله، ثم يجفّف ليصبح جاهزًا للتشكيل.
يعمل الحرفيون على تشكيل الطين إلى أشكال متعددة من الأواني، يشكل محمد ربيع القط، أحد المشاركين في هذا المجال، بمعاونة أبنائه وعمّاله الأواني مثل القلل والأزيرة والأطباق، وتُمرر المنتجات بعد التشكيل على عملية حرق في الأفران لتصبح صالحة للاستخدام. ويشير إلى أن مهنته الورثها عن أجداده، وتُعد مصدر رزق أساسي للعائلة منذ عقود، ومازالت مستمرة حتى الآن.
تستخدم ورش صناعة الفخار الطمي المستخرج من النيل، حيث يُغربل ويُغمر في المياه ليصبح طينًا، ثم يُترك ليجف بشكل معين قبل أن يُشكّل. خلال الموسم الصيفي، يكون الإنتاج أعلى، خاصةً القلل والأزيرة التي يكثر الإقبال عليها من المواطنين، حيث تُستخدم لتبريد مياه الشرب وإعطاء مذاق مميز للطعام المعروف في المنازل.
يُنتجون جميع أنواع الأواني التي يحتاجها السوق المحلي، ويقومون أيضًا بتصدير جزء منها إلى بعض الدول العربية التي تهتم بشراء الأواني الفخارية للمطاعم واستخدامها في الديكورات. تستمر عملية التصنيع بالحرفية منذ جَمْع الطين إلى أخر مرحلة الحرق، لضمان جودة المنتجات واستمراريتها في السوق والفوائد الاقتصادية للعائلة.