بقلم صموئيل العشاي:
عندما تنصت إلى صوت اللواء ياسر وهبة، تجد نفسك تلقائيًا مأخوذًا بروعة الأداء، وعذوبة النبرة، وهيبة الحضور. هو ليس مجرد صوت يصدح في المحافل الرسمية، بل هو صوت مصر الخالص، المتجذر في وجدانها، والمرتبط بتاريخها وجلال مناسباتها. في كل ندوة، وكل احتفال وطني، يطل علينا ذلك الصوت الذي يمزج بين القوة والدفء، بين الرسمية والإنسانية، بين العظمة والتواضع، فيجعل المستمع يشعر بأنه جزء من تاريخ يُكتب بحروف من ذهب.
صوت من عمق مصر
صوت اللواء ياسر وهبة ليس مجرد صوت جهوري معتاد، بل هو صوت مصر بأكملها، بتراكم تاريخها، وثراء معانيها، وعظمة مواقفها. إنه الصوت الذي ينقل إليك الإحساس العميق بالفخر والانتماء، كأنك تسمع صدى النيل وهو يروي الأرض، أو تتلمس وقار الأهرامات وهي تحكي قصة الأجداد. صوت نابع من أرض المحروسة، بخامة مصرية خالصة، لا تشوبها الزخرفة المفتعلة، ولا يغلب عليها التصنع أو التكلف، بل يعكس شخصية مصر القوية الواثقة، الحازمة الرحيمة، الصلبة الدافئة.
في كل مناسبة وطنية، في كل عرض عسكري، في كل ندوة، عندما يعلو صوت اللواء ياسر وهبة، نشعر وكأن الوطن نفسه يتحدث إلينا، يخبرنا بحكاياته، يذكرنا بتضحيات أبنائه، يدعونا للفخر والانتماء. صوته يحمل نبرة القائد، لكنه أيضًا يلامس وجدان المواطن البسيط. نبرة تأخذك من قلب الحدث إلى عمق التاريخ، ومن وهج اللحظة إلى سمو الرسالة، فلا يكون مجرد معلق على الأحداث، بل جزءًا من صناعة وجدان الأمة، وناقلًا لروحها الحقيقية.
حين يتحدث ..
ما يميز ياسر وهبة ليس فقط صوته، بل أسلوبه الفريد في الإلقاء والتعبير. فهو لا يقرأ الكلمات مجردة، بل يمنحها روحًا، وينفخ فيها الحياة، حتى تصبح كل جملة وكأنها لوحة فنية مرسومة بحروف من نور. إنه يتحدث وكأن مصر هي التي تتحدث عبره، فلا عجب أن تحضر نبرته في أكثر اللحظات الوطنية أهمية، من احتفالات النصر إلى مؤتمرات القيادة، ومن تكريم الأبطال إلى الاحتفاء بالتاريخ.
في عالم امتلأ بالأصوات المتشابهة، يبقى صوت اللواء ياسر وهبة بصمة فريدة لا تتكرر، لأنه ليس مجرد صوت، بل ذاكرة وطن، وإيقاع حضارة، وصدى لمجد لن يندثر.