في حوار ناري ل “أبو الهول ” .. رفعت فياض يكشف الحقائق: هل البكالوريا ثورة تعليمية أم مؤامرة خفية؟

شهادة البكالوريا على صفيح ساخن.. وفياض يرد بقوة على الشائعات
حوار صموئيل العشاي:
وسط الجدل المثار حول شهادة البكالوريا الجديدة، ومع تصاعد الشائعات التي يروجها المتضررون من تطبيقها لأول مرة هذا العام، قررت جريدة أبو الهول فتح ملف البكالوريا من جديد والاستماع إلى رأي أحد أشهر خبراء التعليم في مصر.
جلسنا مع الكاتب الصحفي رفعت فياض، مدير تحرير جريدة أخبار اليوم، في مواجهة صريحة طرحنا خلالها أسئلة حادة ومشاكسة.
وفي هذا الحوار الخاص، يكشف لنا فياض الحقائق كاملة، ويرد بقوة على كل ما أثير حول هذه الشهادة. فجاءت إجاباته قوية، واضحة، وحاسمة
✦ الشائعات والاتهامات
•يقال إن شهادة البكالوريا ستغلق أبواب الجامعات الحكومية وتجبر الطلاب على الجامعات الخاصة!
فياض: هذا افتراء كامل. شهادة البكالوريا تفتح نفس الأبواب التي تفتحها الثانوية العامة، ولن تجبر طالبًا على الجامعات الخاصة أو الأهلية.
ابو الهول : إذن لماذا كل هذه الشائعات؟
فياض: لأن المتضررين كُثر: أصحاب الدروس الخصوصية وتجار الكتب الخارجية، الذين فقدوا مصادر ربحهم بعد خروج مواد كاملة من المجموع.
✦ المسارات الجديدة
ابو الهول : مسار “الطب وعلوم الحياة” محصور في الكليات الطبية فقط!
فياض: بالعكس، هذا المسار يؤهل ليس فقط لكليات الطب والصيدلة وطب الأسنان والعلوم، بل أيضًا للتجارة والآداب والفنون والإدارة. هو مطابق تمامًا لشعبة علمي علوم في الثانوية العامة.
ابو الهول : وماذا عن مسار الهندسة وعلوم الحاسبات؟
فياض: مطابق لشعبة علمي رياضة. صُمم لتأهيل الطلاب لكليات الهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعي، بجانب كليات التجارة والفنون والإدارة.
ابو الهول : كم عدد المسارات الجديدة؟
فياض: أربعة مسارات: الطب وعلوم الحياة – الهندسة وعلوم الحاسبات – الأعمال – الفنون والآداب. بينما الثانوية العامة القديمة كانت ثلاثة فقط.
✦ الكليات والتخصصات
أبو الهول: هل هناك كليات ستُغلق أمام بعض الطلاب؟
فياض: لا. لكن هناك توزيع أكثر عدلًا. فالتخصصات مثل علم النفس والجغرافيا صارت متاحة لمسار الآداب والفنون فقط، والألسن واللغات متاحة لهم بشرط دراسة لغة ثانية.
أبو الهول: والتجارة والأعمال؟
فياض: متاحة لمسار الأعمال، وأيضًا لمساري الطب والهندسة.
أبو الهول: وكليات الحقوق والإعلام؟
فياض: مفتوحة أمام كل المسارات الأربعة.
✦ العدالة والفرص
أبو الهول: هل النظام الجديد أكثر عدلًا من الثانوية العامة؟
فياض: بالتأكيد. الثانوية العامة كانت طريقًا واحدًا بلا رجعة، أما البكالوريا فتتيح تعدد المسارات، والتحويل بينها، وإمكانية تحسين الدرجات.
أبو الهول: ماذا تقصد بالتحسين؟
فياض: الطالب يستطيع إعادة الامتحان في أي مادة لتحسين درجته، مثل الآي جي والأمريكان دبلوما. وهذا يرفع الضغط النفسي عن الطلاب.
أبو الهول: وهل يمكن أن يغير الطالب مساره؟
فياض: نعم، إذا تعثر يستطيع التحويل إلى مسار آخر. وهذه مرونة لم تكن موجودة من قبل.
✦ أولياء الأمور والطلاب
أولياء الأمور مرتبكون!
فياض: أقول لهم: لا تصدقوا السوشيال ميديا ولا كلام المقاهي. اقرأوا القانون، وستجدون أن النظام في صالح أبنائكم.
الطلاب خائفون من المجهول!
فياض: بالعكس.. أنتم أول جيل محظوظ. أمامكم فرص متعددة، ولن يحدد مستقبلكم امتحان واحد فقط.
✦ المعركة مع المنتفعين
أبو الهول: لماذا الحرب على البكالوريا إذن؟
فياض: لأنها كسرت احتكار الدروس الخصوصية والكتب الخارجية. النظام الجديد لا يخدم جيوب أحد، بل يخدم الطالب.
أبو الهول: رسالتك لأصحاب السناتر؟
فياض: انتهى زمنكم.. الطالب لم يعد سلعة في أيديكم.
أبو الهول: ورسالتك لمروجي الشائعات؟
فياض: كفى تضليلًا.. مصالحكم الخاصة لا تعلو على مصلحة الوطن.
✦ الاستعدادات الرسمية
أبو الهول: هل الوزارة جاهزة للتطبيق؟
فياض: نعم. الوزارة وضعت كل شيء: المناهج، نظم الامتحانات، آلية التحسين، وحتى إجراءات تغيير المسارات.
أبو الهول: هل سيبقى المجموع هو الفيصل؟
فياض: نعم، لكن في إطار المسار الذي اختاره الطالب.
أبو الهول: وماذا عن التنسيق؟
فياض: سيبقى كما هو، بنفس العدالة، مع مراعاة خصوصية كل مسار.
بعد هذا الحوار، يتضح أن شهادة البكالوريا ليست مؤامرة ولا بابًا للخصخصة، بل هي خطوة إصلاحية كبيرة تعيد للتعليم المصري عدالته ومرونته، وتفتح أمام الطلاب أبوابًا أوسع من أي وقت مضى.
الطلاب هم الرابح الأكبر، والشائعات مجرد معركة خاسرة لأصحاب المصالح