خيالة الصعيد من مختلف مناطق الأقصر يتجمعون في ليالي المولد النبوي.. فيديو وصور

عادات وتقاليد تراثية متوارثة في قرية منشأة العمارى خلال ليالي المولد النبوي الشريف
تتواصل فعاليات ليالي المولد النبوي الشريف في قرية منشأة العمارى، الواقعة على بعد حوالي 10 كيلومترات من مدينة الأقصر، حيث تتميز القرية كل عام بتنظيم احتفالات خاصة وتقاليد قديمة لم تتغير مع مرور الزمن. يبدأ الاحتفال مع بداية شهر ربيع الأول، حيث يتوافد أهل القرية ومن الضيوف من جميع القرى المجاورة للمشاركة في فعاليات تقليدية ذات طابع تراثي عريق.
يُقام في هذه الليالي سباقات مرماح الخيول، التي تعد من أبرز العادات القديمة، ويشارك فيها الشباب بمهارة عالية، حيث يسيرون على ظهور الخيول ويتنافسون على مدى الأيام العشرة المخصصة لهذه السباقات. تُعرض كذلك عروض مبهجة من قبل خيالة الصعيد، حيث يقدّمون عروضًا فنية في فنون الحركات الفولكلورية والمهارات الخاصة بهم، وتتنوع بين الرقصات والمهارات الحربية القديمة. كما تتضمن الاحتفالات تنظيم موازين وموائد غداء وعشاء يتوافق عليها العائلات، حيث يجتمع الجميع لتناول الأكلات التراثية وتبادل الأحاديث والفرحة بالمناسبة.
تتميز ليالي المولد في القرية بتنظيم حلقات للذكر والمديح الصوفي، حيث يتجمع الأهالي والزوّار للإنشاد والتعبير عن حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسط أجواء روحانية مليئة بالفرح والسرور. كما تُقام فعاليات أخرى مثل حلقات التحطيب، التي يشتهر بها أهل الصعيد، حيث تتبارى الجماعات في ضرب العصي بمهارة عالية، وتُعد هذه العادة من الفولكلور التراثي الذي يعتز به الأهالي ويحرصون على إحيائه بشكل دوري.
التراث العريق والتواصل الاجتماعي
تتفق العائلات في القرية على تنظيم مآدبات الغداء والعشاء للضيوف من مختلف القرى والنجوع، ويُعد ذلك جزءًا من الاحتفال الكبير الذي يجمع بين التراث والكرم العربي الأصيل. تبرز تلك الليالي بمظاهر فرحة واسعة تتكرر بشكل يومي، حيث يشارك فيها الجميع وتكتسي القرية حلة تراثية مميزة تظهر من خلال الزينة والأزياء التقليدية التي يختارها الأهالي لإظهار الطابع الاصيل للعيد.
ويُعد إبداعات خيالة القرية من أبرز الفعاليات، حيث يقدم الشباب عروضات فنية متميزة ومهارات عالية في ركوب الخيول والحركات الفولكلورية، مما يثير إعجاب الزوار ويبرز التراث الشعبي للأقصر وجنوب مصر بشكل عام. تُنظم هذه العروض بشكل يومي طوال فترة المولد، وتُصاحبها أجواء من البهجة والاحتفال التي تستمر حتى الليلة الختامية، التي تُعد ذروة الاحتفال وتختتم فيها فعاليات المولد بشكل مميز ومبهج.