“طريق العزة”.. ملحمة المصريين من “نفق تحيا مصر” إلى العريش: مئات الآلاف يحتشدون في الفجر دعماً لمواقف السيسي الرافضة لعدوان غزة

الشعب المصرى يحتشد من قلب الوادى منذ فجر اليوم ليستقبل الزعيم الفرنسى ماكرون أثناء زيارته لأرض الفيروز فى ضيافة زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسى وليبلغه ويبلغ العالم رسالة سلام للمطالبة بوقف حرب الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة

في فجر يوم الثلاثاء الموافق 8 أبريل 2025، وتحديدًا عند الساعة الرابعة وأربعين دقيقة صباحًا، كان طريق “نفق تحيا مصر – العريش” يشهد مشهدًا استثنائيًا لا يتكرر كثيرًا في تاريخ الحراك الشعبي المصري. في هذا الوقت، ومع نسيم سيناء البارد الذي كان يلفّ الأفق، وبين سكون الفجر الذي ما لبث أن تحوّل إلى هدير شعبي عظيم، خرجت جموع المصريين في قافلة وطنية جسّدت أسمى معاني الانتماء والولاء.

المزاج العام كان مشبعًا بروح وطنية متقدة، امتزجت فيها مشاعر الفخر بالتحدي، والإصرار بالحب، والكلّ كان يتحرّك صوب هدف واحد واضح: إعلان الموقف الشعبي الصارم والرافض للعدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، والتأكيد الكامل على دعم القيادة السياسية المصرية في تحركاتها الحكيمة لنصرة الحق ووقف المجازر، ورفض مخططات التهجير، وصون الأمن القومي المصري كخط أحمر لا يُمس

بينما كانت المدن لا تزال تغطّ في صمتها، كانت سيناء على موعد مع ملحمة وطنية استثنائية، تجسّدت في طوفان بشري خرج من القاهرة نحو العريش، قادمًا عبر نفق “تحيا مصر”، متحديًا ظلام الليل والمسافة، ومعلنًا أن الشعب المصري لا ينسى، ولا يصمت، ولا يخذل قضاياه العادلة.

الحدث نظّمته أمانة القاهرة بحزب حماة الوطن، لكنه سرعان ما تجاوز كونه فعالية حزبية، ليصبح مشهدًا وطنيًا بامتياز، حيث انطلقت مئات الأوتوبيسات والميني باصات والسيارات الملاكي، محمّلة بآلاف المواطنين من مختلف الفئات، متوجهين إلى قلب سيناء في قافلة رمزية كبرى، تحمل رسالة دعم للرئيس عبد الفتاح السيسي، ورفضًا قاطعًا لما يقوم به جيش الاحتلال الإسرائيلي من جرائم بشعة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة.

تكدّس الفجر… لوحة وطنية رصدتها الأقمار الصناعية

عند الكيلو 35 تقريبًا بعد نفق “تحيا مصر”، بدأت الحركة تتباطأ، ثم توقفت تمامًا. كان التكدّس هائلًا إلى حد لا يُصدّق، طوابير من المركبات اصطفت على مد البصر، لمئات الأمتار، تضيء الفجر بأنوارها… لم يكن تكدّسًا فوضويًا، بل لوحة فنية مضيئة، يمكن أن ترصدها الأقمار الصناعية من الفضاء، كتعبير عن كتلة بشرية واحدة، كتفًا بكتف، تسير نحو الهدف.

كان مشهدًا فريدًا: أنوار آلاف السيارات، الفوانيس، والمصابيح تتوهّج في صمت سيناء، كأنها رسالة ضوء ترسلها مصر إلى العالم، تقول:

“شعب مصر يتحرك من قلب واديه، عابرًا صحراءه، ليعلن موقفه الصلب: لا للعدوان.. لا للقتل.. لا للتهجير.. نعم لفلسطين، ونعم لقرار الرئيس السيسي، الذي يحمل شرف الأمة في وجه المحتل.”

شهادات من قلب الميدان

في رسالة مباشرة كتبها اللواء أ.ح صلاح المعداوي، محافظ الدقهلية الأسبق وأمين عام حزب حماة الوطن بالقاهرة، وصف الحدث قائلاً:

“من الساعة الخامسة إلا ربع وحتى ما بعد السادسة صباحًا، ونحن متوقفون على الطريق بلا حراك تقريبًا. أمامنا ازدحام يمتد لمسافة 7 كيلومترات حتى كمين الطاسة، وخلفنا تكدّس آخر بطول 3 كيلومترات، ومع ذلك، لم يُسمع أي تذمر، بل على العكس، الكلّ كان يشعر بالفخر والانتماء. كأننا ذاهبون إلى معركة شرف، لا نزهة… مشهد يعجز عن وصفه الكلام.”

وأضاف:

“لقد التقطت كاميرا هاتفي هذا المشهد قبل شروق الشمس بدقائق… منظر أبكاني. مئات الحافلات، أنوار متوهجة، وجوه مليئة بالأمل، رجال ونساء وأطفال، كلهم يسيرون خلف راية واحدة: مصر.”

6:30 صباحًا… بداية التحرك نحو العريش

بعد كمين “الطاسة”، بدأت حركة السير في التحسن تدريجيًا، وبالرغم من تباطؤ الطريق، لم يبدُ على أحد التعب أو الضيق، بل زاد الحماس، وارتفعت الأناشيد الوطنية من بعض الحافلات، وتحوّلت المسيرة إلى مظاهرة حب وعهد ووفاء. كانت الكلمات تتردّد:
تحيا مصر… لا لقتل الأطفال… غزة في القلب… نعم للسلام العادل… لا للتهجير.

رسالة للعالم… وتهديد واضح للكيان المحتل

لم تكن هذه القافلة مجرد احتشاد شعبي عفوي، بل رسالة سياسية واجتماعية وإنسانية مدوّية تقول لكل من يعنيه الأمر:
• أن الموقف الشعبي المصري متحد خلف قرارات الرئيس السيسي، خصوصًا في ما يتعلق برفض تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، والتصدي لكل محاولات تفريغ الأرض من سكانها.
• أن الأمن القومي المصري خط أحمر، وأن سيناء ليست معبراً لصفقات مشبوهة ولا مخططات خارجية.
• أن شعب مصر هو الجدار الأخير في وجه قوى الاحتلال والتطرف والإبادة.

قافلة حب وتحدٍّ… ونداء سلام عاجل

كانت هذه الرحلة، رغم طولها والتكدس، مظاهرة في هيئة قافلة.
هي تعبير عن وحدة وطنية مصرية من نوع خاص، لا تأتي بالشعارات، بل بالمواقف.
هي رسالة من أبناء مصر إلى كل شعوب الأرض:

“نحن أبناء الحضارة… دعاة سلام، لكننا لا نساوم في القضايا العادلة. وغزة في قلبنا.”

وأخيراً… تحيا مصر

اختتم اللواء صلاح المعداوي رسالته بكلمات تمثل وجدان كل مصري شارك في هذا الحدث العظيم:

“إنها مظاهرة تحدٍّ لأعدائنا، وحب لأشقائنا، ورسالة سلام عاجلة من الشعب المصري العظيم إلى كل دول العالم…
وتحيا مصر… تحيا مصر… تحيا مصر.”

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى