مصر الرقم الصعب.. سلامة لـ”أبو الهول”: لن يكتمل الشرق الأوسط وأفريقيا بدونها

في ظل تصاعد التوترات الإقليمية حول ملف سد النهضة، وتبادل الرسائل الدبلوماسية بين مصر وإثيوبيا، كان لنا هذا الحوار مع الكاتب الكبير عبد المحسن سلامة، نقيب الصحفيين السابق ورئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، لنقف على رؤية مصر الثابتة في إدارة هذا الملف، وعلى ملامح السياسة المصرية التي طالما اتسمت بالحكمة والقوة معًا.
س: بدايةً.. كيف تقرأ ملامح السياسة المصرية تاريخيًا؟
ج: السياسة المصرية دائمًا ما تجمع بين القوة والحكمة في آنٍ واحد. مصر لا تقبل الابتزاز أو الخضوع، لكنها أيضًا تتحلى بالهدوء والصبر الاستراتيجي في إدارة القضايا الكبرى. هذا هو سر ثباتها واستمرارها كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها.
س: ما مكانة مصر في المعادلات الإقليمية والدولية؟
ج: مصر كانت وستظل الرقم الصحيح في المعادلة العربية والشرق أوسطية والإفريقية. دورها لا يتعارض مع طموحات أي دولة أخرى، بل يسعى لتحقيق التوازن والاستقرار. وهذا ما يجعلها عنصرًا فاعلًا وضروريًا في أي معادلة إقليمية أو دولية.
س: تابعنا مؤخرًا رسالة قوية وجهتها مصر لمجلس الأمن.. ماذا تحمل هذه الرسالة؟
ج: يوم الثلاثاء الماضي، وجهت مصر رسالة واضحة عبر وزير خارجيتها الدكتور بدر عبد العاطي إلى رئيس مجلس الأمن، ردًا على فعالية نظمتها إثيوبيا للإعلان عن انتهاء وتشغيل سدها المخالف للقانون الدولي.
س: ما أبرز ما أكده خطاب وزير الخارجية المصري؟
ج: الخطاب شدد على أن مصر لن تسمح لإثيوبيا بالهيمنة على نهر النيل بصورة أحادية، وأنها تحتفظ بحقها الكامل في اتخاذ التدابير التي يكفلها القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة لحماية مصالح شعبها الوجودية.
س: كيف تعامل الخطاب مع المزاعم الإثيوبية؟
ج: الخطاب فضح بوضوح الأكاذيب والمراوغات الإثيوبية، مذكرًا بأن أديس أبابا خالفت القانون الدولي والبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن في 15 سبتمبر 2021. كما أوضح أن إثيوبيا تستند إلى أجندة سياسية عدائية وليست احتياجات تنموية، وقد مارست مماطلات مستمرة على مدى 14 عامًا منذ وضعت حجر أساس السد بعد أحداث 25 يناير 2011، وهي فترة استغلتها بغياب الدور المصري المؤقت.
س: هل يعني ذلك أن مصر ضد التنمية في إثيوبيا؟
ج: إطلاقًا. مصر ليست ضد حق أي دولة في التنمية. على العكس، هي من موّلت وأقامت سد تنزانيا، كما تعمل على تنفيذ مشروعات تنموية كبرى في أوغندا والكونغو وإريتريا والسودان. المشكلة ليست في التنمية، بل في محاولة إثيوبيا فرض سيطرة سياسية وعدائية على مجرى مائي دولي.
س: في رأيك.. ما جوهر المشكلة مع إثيوبيا؟
ج: المشكلة الحقيقية أن إثيوبيا تحاول اختراع عدو وهمي لتجاوز أزماتها الداخلية. وهذا خيار خاطئ، لأنها بذلك تتحمل وحدها نتائج وتبعات سياساتها العدائية.
في نهاية الحوار، يؤكد الأستاذ عبد المحسن سلامة أن مصر ستظل ثابتة على مواقفها، تدير ملفاتها بحكمة وقوة في آن واحد، دون أن تفرط في حقوقها أو مصالح شعبها. فمصر ليست ضد التنمية، لكنها ترفض الاستقواء أو فرض الأمر الواقع. ومن هنا تبقى مصر ـ كما وصفها ـ الرقم الصحيح في معادلات المنطقة، والعامل الحاسم في استقرارها
كاتب كبير صاحب رؤية وطنية
اللهم احفظ مصر وشعبها ووفق رئيسها وانصر جيشها وشرطتها وأجهزتها ومؤسساتها وبارك اللهم في تنمية البلاد وترقية وتوعية العباد