القوة العربية المشتركة حلم لن يتحقق: والجيش المصري يحرس الكراسي والعروش

حين دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي لتأسيس «قوة عربية مشتركة» كان يحاول أن يوقظ ضميرًا غائبًا في أمة غارقة في أزماتها. الاحتلال يتمدد، التدخلات الخارجية تتزايد، والدول العربية تتفكك بين حروب أهلية وصراعات إقليمية.
لم يجد النداء صدى، لأن هناك من اعتاد أن يتآمر بدل أن يتعاون، ومن اعتاد أن يخدم اسرائيل وأمريكا على حساب العرب أنفسهم. والحقيقة التي لا جدال فيها أن الجيش المصري هو القوة الحقيقية للأمة، جيشها التاريخي والاستراتيجي، وهو العمود الفقري الذي يحفظ المنطقة من الانهيار الكامل. إنه جيش العرب جميعًا بمعناه الواسع، وهو الذي يتثبيت العروش و الأنظمة العربية.
القوة العسكرية، مهما بلغت، ليست سوى أداة، أما الحلول فتكمن في السياسة الرشيدة وفي وقف المؤامرات التي تنخر في الجسد العربي. لا قيمة لأي جيش إذا بقي القرار الوطني مرهونًا بأموال الخارج أو بمشيئة من يضغطون لتنفيذ أجنداتهم.
المشكلة أن بعض الدول اختارت طريق التبعية، وبعض الجماعات مثل الإخوان تحولت إلى أدوات تخريب داخلي تمهد للتدخلات وتفتح الأبواب لتقسيم جديد تستفيد منه إسرائيل أولاً وأخيرًا. والإعلام المأجور بدوره يغذي الفتنة ويشرعن العبث، فتزداد الفوضى وتضيع البوصلة.
لقد صار واضحًا أن أخطر ما يواجه العرب ليس عدوًا على الحدود فقط، بل من يخدم هذا العدو من الداخل، عبر تمويل الجماعات، وتغذية الانقسامات، وإشعال النزاعات. إنها محاولة لإنتاج سايكس–بيكو جديد، هذه المرة بأموال عربية وبوجوه عربية، بينما المستفيد الأكبر هو إسرائيل التي لا تجد أفضل من أمة ممزقة وضعيفة تحارب نفسها.
إن قوة عربية مشتركة لن ترى النور إلا إذا أُغلقت أبواب المؤامرات أولًا، وتم إسقاط الأقنعة عن الدول والجماعات التي تنفذ أجندات غير عربية، وتوقفت الحرب هذه الحرب ضد الدول العربية جميعاً .
ندرك ان الجيش المصري هو الركيزة الوحيدة الباقية القادرة على حمل لواء الدفاع عن الأمة. وعندما يدرك الباقون ذلك عندها فقط يمكن أن يكون لأي قوة عسكرية معنى، أما قبل ذلك فستبقى مجرد شعارات جوفاء تعلق على لافتات سياسية، ويُتاجر بها من يريدون استمرار الفوضى لأنهم يربحون من نارها.