زيارة ملك إسبانيا لمصر.. شراكة استراتيجية ورسائل دعم تعزز الدور المصري إقليميًابقلم – النائب اسماعيل نصر الدين:

زيارة ملك إسبانيا فيليبي السادس وقرينته إلى مصر حدثًا استثنائيًا بكل المقاييس، فهي ليست مجرد زيارة بروتوكولية، بل محطة مهمة تؤكد عمق العلاقات التاريخية بين البلدين، وتفتح صفحة جديدة من التعاون الاستراتيجي في مختلف المجالات.
لقد جاءت هذه الزيارة في لحظة فارقة إقليميًا ودوليًا، حيث يشهد العالم تحديات اقتصادية وسياسية معقدة، وتبرز مصر كدولة محورية تسعى لإرساء الاستقرار والتنمية في المنطقة، بينما تثبت إسبانيا حضورها كقوة أوروبية مؤثرة حريصة على بناء شراكات حقيقية مع شركائها في الشرق الأوسط وأفريقيا.
الملك فيليبي السادس لم يكتفِ بخطاب دبلوماسي تقليدي، بل حمل رسائل واضحة، أبرزها تقديره لمكانة مصر ودورها في حفظ الاستقرار الإقليمي، وإشادته بالمشروعات التنموية الكبرى التي تشهدها البلاد. كما أشار بفخر إلى مساهمة الشركات الإسبانية في مشروعات قومية رائدة مثل العاصمة الإدارية الجديدة، ومترو القاهرة، وشبكة القطارات فائقة السرعة، وهو ما يعكس ثقة مدريد في قوة الاقتصاد المصري وجاذبيته للاستثمار.
على صعيد آخر، أبدى ملك إسبانيا اهتمامًا خاصًا بقطاع السياحة في مصر، مؤكدًا أن المقومات السياحية الفريدة للبلاد تمثل مجالًا واعدًا للتعاون المشترك، بما يعزز التبادل الثقافي بين الشعبين، ويزيد من تدفق السياح الإسبان والأوروبيين إلى المقاصد المصرية.
ولا يمكن إغفال البعد السياسي للزيارة، إذ حملت رسالة دعم واضحة لمصر في جهودها الرامية إلى التهدئة في غزة، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني، وهو ما يضيف بعدًا إنسانيًا وقيميًا للزيارة، ويعزز مكانة إسبانيا كدولة أوروبية تقف بجانب الحلول العادلة والسلمية.
إن زيارة ملك إسبانيا لمصر تعكس الاحترام المتبادل والرغبة المشتركة في بناء شراكة استراتيجية متينة، قائمة على المصالح المشتركة والرؤية المستقبلية. وهي زيارة تفتح الباب لمزيد من التعاون في مجالات الطاقة، والتكنولوجيا، والبنية التحتية، والسياحة، والثقافة، بما يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.
إنها بالفعل زيارة تحمل دلالات عميقة ورسائل إيجابية، وتجعلنا أكثر تفاؤلًا بمستقبل العلاقات المصرية الإسبانية، في إطار عالم يحتاج إلى شراكات تقوم على الثقة والاحترام والمصالح المتبادلة.