إيران في مواجهة الغطرسة الغربية: إرادة لا تُقهَر وصمود يسطع

يترقب العالم اليوم الجمعة جلسة مجلس الأمن الدولي التي ستصوّت على مستقبل الاتفاق النووي الإيراني، في وقت تحاول القوى الغربية فرض إرادتها عبر آلية “السناب-باك” التي صيغت في قرار مجلس الأمن 2231 عام 2015. هذه الآلية، التي كانت من المفترض أن تكون أداة لضمان الالتزام بالاتفاق، تحولت إلى وسيلة ابتزاز سياسي ضد دولة اختارت الصمود والمقاومة، دولة لم ترضخ للتهديدات ولم تنكسر أمام الضغوط، بل جعلت من إرادتها الوطنية سيفاً منيعاً في وجه الهيمنة الغربية.
الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وألمانيا وبريطانيا، تصرّ على تصوير إيران كطرف “خارج عن القانون”، في حين أن الحقيقة واضحة للعيان: إيران التزمت بكل بنود الاتفاق، بينما الطرف الغربي هو الذي تخلف عن وعوده، وظل يراوغ ويضع العراقيل، محاولاً تقييد قدرات إيران وفرض قيود غير عادلة. لكن الشعب الإيراني، بتاريخ طويل من الصمود والتضحيات، يعرف أن الحرية والسيادة لا تُباع ولا تُشترى، وأن إرادته أقوى من أي عقبة.
إيران أعلنت بصوت عالٍ أن المطالب الغربية الأخيرة غير واقعية، وأنها لن تقدم تنازلات تتجاوز نص وروح الاتفاق، مؤكدة أن برنامجها النووي سلمي بالكامل، وأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية لم تجد أي دليل على أي انحراف عن المسار المدني. إن هذه الحقائق تثبت للعالم أن إيران ليست دولة تخضع للتهديد، بل هي أمة تقف شامخة، تحمي سيادتها وتؤكد على حقها المشروع في التطور العلمي والتقني.
الغرب اليوم في مأزق واضح؛ فالعقوبات لم تفلح في الماضي في كسر إرادة الشعب الإيراني، بل زادت من صلابة عزيمته، ومنحته القدرة على الاعتماد على نفسه، وتطوير صناعات عسكرية وتقنية متقدمة، جعلت من إيران لاعباً إقليمياً رئيسياً لا يمكن تجاوزه أو تجاهله. الحديث عن “خسارة إيران لأوراقها” ما هو إلا دعاية ضعيفة لا تساوي شيئاً أمام الحقائق الميدانية والاقتصادية والسياسية التي تؤكد قوة إيران ومكانتها على الساحة الدولية.
ومع اقتراب الموعد النهائي لانتهاء صلاحية آلية السناب-باك في أكتوبر المقبل، يحاول الغرب فرض إرادته قبل سقوط هذه الورقة، لكن إرادة إيران، المتجذرة في التاريخ والمقاومة، أقوى من أي تهديد. هذا الشعب العظيم، الذي واجه الحصار الاقتصادي والضغوط السياسية بعزيمة لا تلين، يثبت يومياً أن لا عقوبة ولا عقبة تستطيع أن توقف مسيرة الأمة نحو الحرية والسيادة. لقد صنعت إيران اقتصاداً مقاومًا وعلاقات دولية متينة مع شركاء في آسيا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا، جعلتها دولة قادرة على مواجهة كل التحديات، وأن تبقى صامدة ومستقلة، شامخة أمام أي محاولات للضغط أو الإملاء.
إيران منفتحة على الحوار والمفاوضات، لكنها ترفض الإملاءات، وتؤكد أن الحل يكمن في الاحترام المتبادل والاعتراف بحقوقها المشروعة كدولة ذات سيادة. وإذا اختار مجلس الأمن الانحياز للغطرسة الغربية، فلن يغير ذلك شيئاً من إرادة شعب يقف شامخاً، شعب يعرف أن سيادته لا تُساوم، وأن مقاومة الضغوط هي السبيل لبناء دولة قوية، مستقلة، وعادلة.
أثبت الإيرانيون أن العقوبات مهما اشتدت لن تهزم إرادة الأمة، وأن الشعوب حين تتمسك بحقها في الحرية والكرامة قادرة على قلب الموازين وفرض معادلات جديدة على الساحة الدولية. ما يحدث اليوم ليس مجرد خلاف حول ملف نووي، بل معركة كرامة بين أمة رفضت الخضوع وهي إيران، وبين قوى استعمارية اعتادت فرض هيمنتها. الشعب الإيراني، الذي قدم التضحيات جيلاً بعد جيل، يكتب من جديد صفحة مشرقة من تاريخه، مؤكدًا أن الغطرسة مهما تعالت ستنكسر أمام إرادة صلبة وصمود لا ينكسر، وأن المستقبل سيكون دائماً للشعوب الحرة التي تصنع مجدها بيدها، لا للإمبراطوريات الغابرة التي تحاول إعادة عجلة التاريخ إلى الوراء.
اليوم، تقف إيران شامخة، كشمس تشرق في وجه الظلام، صخرة صامدة في بحر من التحديات، تشهد للعالم أن العزة الوطنية لا تُباع، وأن الإرادة الحقة تقهر كل محاولة للهيمنة. إيران تعلم أن قوتها ليست في الخوف أو الانحناء، بل في صمود شعبها، وفي إرادة أمة لا تعرف الهزيمة، أمة ستظل شعلة أمل للمقاومة والحرية في العالم بأسره