ميدفست مصر يعقد جلسة بعنوان «سينما في الجول» ضمن دورته السابعة | صور

نظمت ميدفست مصر جلسة حوارية في دورتها السابعة بعنوان «سينما في الجول» داخل قاعة أورينتال في الجامعة الأمريكية، حضرها مجموعة من المسؤولين والمبدعين: المنتجة الإبداعية والمديرة السابقة للبريناله مارييت ريسنبيك، والكابتن عبد الرحمن طارق مدير الرياضة في اسباير للاستشارات الدولية، والكاتب والمخرج عمر هلال، والدكتور أحمد أبو الوفا استشاري الطب النفسي، وأدار الحوار الإعلامي والمحلل الرياضي محمد عبد الوهاب. تناولت الجلسة قضايا التوازن والصحة النفسية في عالم سريع الإيقاع، وكيفية حماية الصحة النفسية أمام متطلبات الحياة المهنية والشخصية.
افتتح الحوار محمد عبد الوهاب بمناقشة تأثير السينما على المجتمع وربطها بعالم الرياضة، وطرح سؤالًا على الدكتور أحمد أبو الوفا عن أوجه التشابه بين كرة القدم والسينما وكيف يمكن للسينما أن تروّي تجربة الرياضة وتفتح آفاقها للجمهور. أوضح أبو الوفا أنه يعمل منذ ثلاث سنوات مع نادي الأهلي، وأن الكرة في السينما تعكس جانبًا شعوريًا عميقًا يتعلق بالإحساس بالانتصار، وهو إحساس لا ي تقلب في الحياة العادية بنفس الصورة والحدة.
وتحدثت مارييت ريسنبيك عن حماستها لإنتاج أفلام حول كرة القدم، بررت ذلك بأن الرياضة مكانها مناسب للأطفال ليشعروا بالانتماء والانتصار. كشفت أنها بحثت في 15 ناديًا من خلفيات مختلفة ولاحظت كيف تتيح كرة القدم لهؤلاء الأطفال الاندماج في المجتمع وتحقيق حياة أفضل.
أما عمر هلال فشارك بتفصيل حول فيلمه «ڤوي ڤوي ڤوي»، حيث كان مشروعه الأصلي عن الهجرة غير الشرعية، ثم وجد القصة صدفةً وتحمس لها، خصوصًا أن أبطالها يلعبون كرة القدم، وهو ما زاد تفاعل الجمهور مع العمل. لفت إلى أن تصوير مباراة كرة القدم ليس شرطًا لنجاح الفيلم وأنه تمكن من تصوير مشهد المباراة في يوم واحد رغم الصعوبات الفنية.
شدد الكابتن عبد الرحمن طارق على صعوبة إحداث سعادة المشاهدة عند عرض فيلم رياضي، وإن كان الموضوع ممكنًا للمعالجة، فالأفضل التركيز على قصص اللاعبين والمدربين أكثر من المباريات نفسها. وتناول الدكتور أبو الوفا فكرة أن أي فيلم ناجح يعتمد على قصة خاصة، مؤكّدًا أن تفاصيل كرة القدم أعمق من مجرد اللعبة، مثل تفاصيل من وراء الكواليس كمن يحرس جراج السيارات أو ما يحدث في غرفة الملابس. وأشار إلى أن الفن يعبر عن شعور من خلال تضخيمه، بينما لا بد من المعايشة الواقعية لتصل التجربة إلى المشاهد، مذكرًا بفيلمه المفضل عن اللعبة وهو «الحريف».
أكّدت مارييت أن ردود الفعل على أفلامها كانت إيجابية للغاية، وأن الرياضية تبقى في جوهرها عبورًا للصداقة وتماهيًا مع وجود رياضيين سابقين حضروا عروضًا وترويجًا. ثم أضاف عمر هلال بأنه إذا ظهرت له قصة جديدة مرتبطة بكرة القدم ستُعالج بلا تردد، فهو عاشق لكرة القدم ويشجع نادي روما، رغم أن تصويرها سينمائيًا قد يكون أصعب من رياضات أخرى مثل الملاكمة. وذكر أن وجود الممثل محمد فراج، الذي يمارس كرة القدم بشكل شبه محترف، ساعد بشكل ملحوظ في تقديم المشاهد بشكل أفضل.
تطرق أبو الوفا إلى التحديات التي يواجهها اللاعبون، مبرزًا أن الجانب الشخصي مهم جدًا لأن الاستقرار الاجتماعي ينعكس إيجابًا على الأداء المهني. وأضاف أن النجومية وطريقة تعامل الناس والإعلام تؤثر على اللاعب وتفاصيل حياته، وهي عناصر تحتاج معالجتها إنسانيًا. وفيما يخص مشاريعها المستقبلية، ذكرت مارييت وجود مطالب متزايدة لصناعة أفلام جديدة عن كرة القدم، معربة عن حماستها للمولود الجديد الذي يركز على الحياة الإنسانية المحيطة باللعبة لا مجرد المباريات. وتوافقت مع رأي عمر هلال بأن تصوير المباريات يحمل صعوبات هائلة، بينما يبقى الجانب الإنساني الأكثر أهمية.
أكد الكابتن عبد الرحمن أن الرياضة أقرب شيء إلى الحياة نفسها، فمشاعر اللعبة تتواجد خارج الملعب أيضًا، خاصة في الرياضات الجماعية. وأشار إلى أن للمدرب تأثيرًا قويًا على اللاعبين، وأن اللعبة في كثير من الأحيان تحتاج إلى قدر من الدبلوماسية. اختتم الدكتور أحمد أبو الوفا بأن تجربته كشخص يشجع كرة القدم سواء من داخل الملعب أو عبر التلفزيون أو أثناء عمله مع الفرق تعكس أن لدينا فضولًا دائمًا لمعرفة كواليس ما يحدث خلف الكواليس، وأن السينما تقدم تجربة مؤقتة بينما تستمر الرياضة بعدها مع الأصدقاء والمشجعين وتصبح عقيدة راسخة في الحياة.
عن ميدفست مصر
انطلق مهرجان ميدفست مصر للمرة الأولى عام 2017 كفعالية سنوية تجمع بين صناع السينما والأطباء والمتخصصين النفسيين والجمهور في تجربة فريدة تمزج بين الفن والصحة من خلال عروض الأفلام من مصر والعالم، والحلقات النقاشية وورش العمل، بهدف إبراز دور السينما في التعبير عن التحديات الإنسانية وفتح مساحة للتفاهم في المجتمع.
هذه الفعالية تسعى إلى تعزيز الحوار بين الفن والعلوم الصحية، وتقديم منصّة لعروض سينمائية تعكس قصصًا إنسانية عميقة وتتيح فرصًا للنقاش والتبادل المعرفي بين الجمهور والمتخصصين، بما يسهم في تعزيز الوعي بالصحة النفسية والتوازن في الحياة اليومية.
ملاحظة: تم حذف الروابط الواردة في النسخة الأصلية التي تحتوي على روابط خارجية، بما يحافظ على سلاسة القراءة وخلو النص من أي روابط غير مطلوبة.