سما المصري تمنح مسوق عقاري شهرة… وهو لا يعرف كيف يستغلها

أحداث الإعلان بين سما المصري وأحد المسوقين في مجال العقارات أثارت ضجة كبيرة على مواقع التواصل، وكل ما حدث أشبه بمسرحية صغيرة فيها كل شيء: الطموح، الغضب، والدهشة. الرجل دفع خمسون ألف جنيه مقابل أن تقوم سما المصري بعمل إعلان له، لكنه فوجئ بأن الإعلان اقتصر على إعلان واحد فقط. وما إن انتشر الإعلان، حتى شعر الرجل أن الصفقة لم تكن عادلة، وكأن المبلغ المدفوع لم يعكس القيمة التي حصل عليها.
لكن الحقيقة، كما يراها خبراء التسويق والدعاية، أن سما المصري منحت الرجل فرصة ذهبية لا يحصل عليها الكثيرون. الرجل لم يكن معروفًا قبل الإعلان، لكنه فجأة أصبح اسمه على كل لسان، واسم شركته وصل لمئات الآلاف من الناس في وقت قصير جدًا. كل ذلك فقط من خلال إعلان واحد وبخمسة آلاف، بل خمسون ألف جنيه! إذا كان الرجل يعرف كيف يستغل هذه الشهرة، كان يمكن أن يضاعف أرباحه ويحول هذا الإعلان الصغير إلى حملة ضخمة بامتياز.
الواقع يقول إن الكثير من الشركات تنفق مئات الآلاف، بل الملايين على حملات دعائية لسنوات طويلة، لكن غالبًا لا تصل إلى نصف الشهرة التي حصل عليها هذا الرجل في أسبوع واحد فقط. والدرس واضح: ليس المال وحده هو ما يصنع النجاح، بل اختيار الشخص المناسب، وفهم طريقة استغلال الفرصة، ومعرفة كيف يصل الإعلان إلى قلب الجمهور.
المشكلة هنا أن الرجل لم يعرف كيف يستغل الدعاية، فغضبه كان واضحًا وسريعًا، وأدى إلى ردود فعل مبالغ فيها. كثيرون على مواقع التواصل لم يفوتوا الفرصة للسخرية، وكتبوا تعليقات تقول إن صاحب الشركة “نسى أنه لو دفع مبالغ أكبر بعشرات المرات لما وصل لنصف الشهرة التي حصل عليها الآن”، بينما رأى البعض الآخر أن ما حدث بمثابة درس عملي في التسويق الحديث، يوضح كيف يمكن لفنانة أو شخصية مؤثرة أن تضاعف قيمة علامتك التجارية بسرعة كبيرة جدًا حتى بمبالغ بسيطة.
الأمر كله أصبح درسًا عمليًا لأي شخص يعمل في مجال التسويق: الفرصة قد تأتي مرة واحدة، وإذا لم تعرف كيف تستغلها فإنها تمر بسرعة. أما إذا استُغلت بذكاء، فإنها قد تصنع شهرة كبيرة وتحقيق نتائج لم يكن أحد يتوقعها. سما المصري، رغم اكتفائها بإعلان واحد فقط، أعطت صاحب الشركة دعاية لا يقدرها المال وحده، لكن الرجل لم يعرف كيف يستغلها بالشكل الصحيح، فبدا وكأنه غضب على فرصة ذهبية فاتته.
في النهاية، تظل هذه الأزمة بين سما المصري ورجل الأعمال مثالًا حيًا على قوة الإعلانات المؤثرة، وكيف أن الفرص الصغيرة يمكن أن تصنع فرقًا كبيرًا، وأن ردود الأفعال المبالغ فيها غالبًا تعكس سوء فهم لطبيعة السوق الحديثة، حيث الترند والشهرة الفورية أهم بكثير من ضخ الأموال بلا خطة واضحة. الدرس واضح: الشهرة الحقيقية تأتي من الذكاء في التسويق، وليس من حجم المال المصروف فقط