ترامب يهاجم إلهان عمر مجددًا ويدعو لعزلها: تصريحات مثيرة تعكس الانقسام السياسي الأمريكي

في تصريحات جديدة أعادت تسليط الضوء على حدة الانقسام داخل الساحة السياسية الأمريكية، شن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هجومًا عنيفًا على النائبة الديمقراطية ذات الأصول الصومالية إلهان عمر، معتبرًا أنها “سيئة للغاية ويجب عزلها على الفور”.

جاءت تصريحات ترامب خلال حديثه للصحفيين أثناء رحلة عودته من المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة، حيث لم يتردد في مهاجمة النائبة المعروفة بمواقفها المعارضة له ولتيار اليمين المحافظ. وأجاب ترامب على أسئلة أحد المراسلين قائلاً:

“إلهان عمر جاءت من الصومال، حيث لا يوجد بها أي شيء يمكن أن يُعلم الأمريكيين كيف يديرون أمور بلادهم.”

هذا التصريح أثار موجة جديدة من الجدل، خاصة أنه يعكس موقفًا متكررًا لترامب تجاه المهاجرين من أصول إفريقية وعربية ومسلمة، وهو ما اعتبره معارضوه جزءًا من خطابه الشعبوي الذي يعتمد على التشكيك في ولاء خصومه السياسيين ذوي الخلفيات المهاجرة.

تغريدة مسيئة على “تروث سوشيال”

ولم يكتفِ ترامب بتصريحاته للصحفيين، بل تابع هجومه عبر حسابه الرسمي على منصته الخاصة “تروث سوشيال”. ففي تغريدة مطولة، أعاد ترامب الإساءة لإلهان عمر مستخدمًا لغة حادة وشخصية، حيث وصفها بألفاظ اعتبرها مراقبون “مهينة وغير لائقة بخطاب سياسي”.

كما استغل ترامب التغريدة لتجديد هجومه على الصومال، بلدها الأم، متحدثًا عن “الفساد والفقر” الذي يعاني منه، في مقارنة غير مباشرة بين تجربتها القادمة من بلد مضطرب سياسيًا وبين موقعها اليوم كعضوة في الكونجرس الأمريكي.

خلفية الصراع بين ترامب وإلهان عمر

منذ دخولها الكونجرس عام 2019، كانت إلهان عمر – النائبة عن ولاية مينيسوتا – هدفًا متكررًا لانتقادات ترامب وأنصاره. فهي واحدة من أوائل النساء المسلمات اللاتي وصلن إلى مجلس النواب، وتتبنى مواقف تقدمية جريئة، خصوصًا في قضايا السياسة الخارجية وحقوق المهاجرين والعدالة الاجتماعية.

علاقة العداء بين الجانبين تعززت مع مواقف إلهان عمر التي انتقدت سياسات ترامب بحدة، خصوصًا المتعلقة بالهجرة وحظر السفر على مواطني بعض الدول الإسلامية. في المقابل، كان ترامب يصفها دائمًا بأنها “لا تمثل القيم الأمريكية”، بل ذهب في أكثر من مناسبة إلى القول إنها يجب أن “تعود إلى بلدها”.

خلفية الموقف الأخير: اغتيال شارلي كيرك

تزامنت تصريحات ترامب مع جدل آخر أثارته النائبة الديمقراطية. فقد علقت إلهان عمر مؤخرًا على حادثة اغتيال الناشط اليميني المعروف شارلي كيرك، ووصفت الرجل بأنه “شخص يستحق التوبيخ”، لكنها أكدت في الوقت ذاته تعاطفها مع زوجته وطفليه، ورفضها القاطع لعملية الاغتيال باعتبارها “عملاً مرفوضًا وغير إنساني”.

هذا الموقف اعتبره اليمين الأمريكي برئاسة ترامب “ازدواجية في المعايير”، بينما رأى أنصار عمر أنه موقف متوازن يجمع بين الاختلاف السياسي والإدانة الإنسانية للعنف.

انقسام سياسي يتجدد

الهجوم الجديد يعكس – بحسب مراقبين – عمق الانقسام الذي يشهده المجتمع الأمريكي بين التيار المحافظ الموالي لترامب، والجناح التقدمي في الحزب الديمقراطي الذي تمثل إلهان عمر أحد أبرز وجوهه. كما يُعيد الجدل حول حدود حرية التعبير، وخطاب الكراهية، والتشكيك في ولاء السياسيين من أصول مهاجرة.

ويرى خبراء أن استمرار ترامب في استهداف إلهان عمر قد يخدمه في تعبئة قاعدته الانتخابية استعدادًا للاستحقاقات المقبلة، لكنه في الوقت ذاته يعزز الصورة التي يتبناها خصومه بأنه يستخدم “خطابًا إقصائيًا” لا يليق برئيس سابق يسعى للعودة إلى البيت الأبيض

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى