رفعت فياض يجب علي اسئلة العام الدراسي الجديد ومناهج الذكاء الاصطناعي

مع انطلاق العام الدراسي الجديد غدا، يعود نحو 25 مليون تلميذ وطالب إلى مدارسهم بجميع المراحل، بالإضافة إلى 3 ملايين طالب وطالبة في الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وفروع الجامعات الدولية والمعاهد العليا. هذا العام يشهد نقلة نوعية لم يشهدها التعليم المصري منذ عقود، مع تغييرات شاملة في المناهج، الحضور، والأنشطة، ليكون العام الدراسي الجديد بداية حقيقية لإعادة المدرسة إلى دورها التربوي والتعليمي.

حوار مع الكاتب الصحفي رفعت فياض:

س: الأستاذ رفعت، كيف ترى بدء العام الدراسي بعد كل هذه التغييرات؟

ج: بكل وضوح، هذا العام مختلف تمامًا. العودة إلى المدرسة لم تعد مجرد روتين، بل هي خطوة استراتيجية للقضاء على التعليم الموازٍ في السناتر والدروس الخصوصية، التي كانت تمتص نصف وقت الطالب من الثامنة صباحًا وحتى منتصف الليل. بعد أن بلغت نسبة الحضور العام الماضي 85%، نتوقع هذا العام أن تتجاوز 90%، مع ضوابط الوزارة الجديدة لضمان أن المدرسة تستعيد دورها التربوي قبل التعليمي، لبناء شخصية الطلاب وتشكيل وعيهم وثقافتهم.

س: وما الجديد في الكتب والمناهج؟

ج: جميع الكتب ستكون متاحة للطلاب من اليوم الأول، دون ربطها بسداد الرسوم، والتي ستسدد على أربع دفعات طوال العام. كما تم تطوير 94 مقررًا بمناهج حديثة تتوافق مع معايير الدول المتقدمة ومتطلبات سوق العمل، مع التركيز على التفكير النقدي والإبداعي وتنمية مهارات الطلاب. ولأول مرة منذ عقود، أصبحت جميع حقوق الملكية الفكرية للمناهج مملوكة للدولة، بعد الإطاحة بأباطرة المؤلفين الذين كانوا يفرضون رسومًا ضخمة. النسخ الرقمية لهذه المناهج متاحة عبر موقع الوزارة لجميع الطلاب والمعلمين وأولياء الأمور.

س: هل هناك أي جديد في المواد الدراسية؟

ج: نعم، هذا العام سيتم تدريس منهج الرياضيات للصف الأول الابتدائي وفق النظام الياباني، ومادة الذكاء الاصطناعي للصف الأول الثانوي بالتعاون مع شركة يابانية، وتشمل ثلاثة أجزاء: تكنولوجيا المعلومات يدرسها المدرسون المصريون، والبرمجة والذكاء الاصطناعي من خلال المنصة اليابانية أونلاين. الطلاب الذين يجتازون الاختبارات سيحصلون على شهادة دولية تؤهلهم للعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي والبرمجة عالميًا.

س: ماذا عن المرحلة الثانوية؟

ج: سيكون لدينا شهادتان، الثانوية العامة التقليدية، وشهادة البكالوريا الجديدة التي تشمل أربعة مسارات: الطب وعلوم الحياة، الهندسة والحاسبات، الأعمال، الآداب والفنون. عدد المواد محدود، مع إمكانية تحسين الدرجات وتغيير المسار، بما يتوافق مع الشهادات الأجنبية المعترف بها دولياً، وهذا يمنح الطلاب مرونة أكبر واستعدادًا أفضل لسوق العمل.

س: وما الجديد في المدارس الدولية؟

ج: لأول مرة ستلتزم المدارس الدولية بتدريس اللغة العربية من رياض الأطفال وحتى الثانوية، والتربية الدينية والدراسات الاجتماعية والتاريخ، لتكوين هوية وطنية صحيحة لدى الطلاب، مع الحفاظ على تعلم اللغات الأجنبية. توزيع المواد سيكون: 20% للغة العربية والتاريخ، و80% لبقية المواد الأساسية، لضمان التوازن بين الهوية الوطنية والتعليم الدولي.

س: وهل هناك إجراءات إضافية لضمان جودة التعليم؟

ج: الحضور والغياب سيكون يوميًا وألكترونيًا، الفصول لن تزيد عن 50 طالبًا، ولن يكون هناك عجز في المدرسين للمواد الأساسية. المدير سيكون مسؤولاً عن جميع الأنشطة اليومية بنفس مستوى وزير التعليم، لضمان التنفيذ الكامل للخطط، كما تم توفير كتب مطبوعة للتقييمات لتخفيف الأعباء على الأسر، وتوحيد أدوات التقييم على مستوى الجمهورية.

س: ما تعليقك النهائي على هذا التحول الكبير؟

ج: نحن أمام عام دراسي تاريخي بكل المقاييس، مناهج جديدة، تقنيات متطورة، حضور كامل للمدرسة، تعليم دولي وتربية وطنية متوازنة، وإعادة للمدرسة لدورها الحقيقي بعد ثلاثين عامًا من هيمنة الدروس الخصوصية. هو عام لإعادة بناء الشخصية والتعليم على حد سواء، ويمثل خطوة كبيرة نحو تطوير منظومة التعليم في مصر بما يتوافق مع المعايير الدولية واحتياجات سوق العمل

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى