وكيل المخابرات العامة: جنود الاحتلال مشاريع قتلي ومصابين بسبب جنون نيتنياهو

تتصاعد حدة الأزمة داخل إسرائيل يومًا بعد يوم، ليس فقط بسبب طول أمد الحرب على غزة وتكلفتها الباهظة، بل أيضًا بسبب الانقسامات المتنامية بين القيادة السياسية ممثلة في رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبين القيادات العسكرية والأمنية التي باتت تشعر أنها تُستَخدم كأداة في معركة سياسية شخصية هدفها الأول بقاء نتنياهو في الحكم.
في هذا السياق، وجّه اللواء محمد رشاد، وكيل جهاز المخابرات العامة الأسبق، انتقادات قاسية إلى نتنياهو، مؤكدًا أن رئيس حكومة الاحتلال «يسعى لأن يطيل أمد الحرب أطول فترة ممكنة حتى لا تتم محاكمته على قضايا الفساد والملفات الجنائية التي تلاحقه»، مضيفًا أنه يدفع الجنود الإسرائيليين «إلى الهاوية» دون أي حساب للكلفة البشرية أو الأخلاقية.
وشدد رشاد على أن «جنود الجيش الإسرائيلي أصبحوا مشاريع قتلى أو مصابين بسبب جنون نتنياهو ورغبته العارمة في البقاء بالسلطة»، موضحًا أن استمرار الحرب لا يحقق إنجازًا استراتيجيًا بقدر ما يزيد من نزيف الدم والخسائر البشرية في صفوف الجنود، ويؤجج الغضب داخل المجتمع الإسرائيلي.
كما دعا رشاد وسائل الإعلام الدولية والعبرية على حد سواء إلى «فضح الأعداد الحقيقية للقتلى والمصابين من الجانب الإسرائيلي»، معتبرًا أن الأسر الإسرائيلية باتت تقدم أبناءها «قرابين على مذبح جنون رئيس حكومة الاحتلال»، في إشارة إلى أن كل بيت إسرائيلي تقريبًا بات معرضًا لفقدان أحد أفراده بسبب قرارات سياسية غير محسوبة.
وتتقاطع هذه الاتهامات مع موجة من الانتقادات المتنامية داخل إسرائيل نفسها، حيث عبّر قادة عسكريون سابقون وضباط احتياط عن رفضهم لاستمرار العمليات دون رؤية واضحة أو خطة محددة لنهايتها، محذرين من أن الاستمرار في الحرب بدوافع سياسية قد يؤدي إلى انهيار الثقة بين الجيش والمجتمع، بل وحتى إلى اهتزاز صورة الجيش نفسه.
وفي ظل تصاعد الخسائر البشرية وغياب أي أفق سياسي لإنهاء الحرب، يبدو أن الفجوة بين نتنياهو وقياداته العسكرية آخذة في الاتساع، مما يفتح الباب أمام أزمة سياسية داخلية قد تكون لها تداعيات خطيرة، ليس فقط على مستقبل الحكومة الإسرائيلية، بل على استقرار المؤسسة العسكرية وثقة الشارع في حكومته