رئيس سنغافورة يثمن جهود مصر في تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين

تقدمت زيارة تاريخية إلى المركز العام للهلال الأحمر المصري بمشاركة رئيس جمهورية سنغافورة ثارمان شانموجاراتنام وزوجته جين يوميكو أتوجي، ووفد رفيع المستوى، حيث التقى بالقيادات المصرية وتبادلوا الحديث حول الجهود الإنسانية الداعمة لأهالي غزة، على هامش اجتماعهما مع السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي وقرينته السيدة انتصار السيسي.

وأشاد الرئيس السنغافوري بجهود مصر والدور الذي يضطلع به الهلال الأحمر المصري في تقديم المساعدات للفلسطينيين بغزة، معبرًا عن حرص بلاده على تعزيز الدعم بالتعاون مع الصليب الأحمر السنغافوري ونظيره المصري وعدد من مؤسسات المجتمع المدني في سنغافورة.

ورحَّبت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي ونائبة رئيسة الهلال الأحمر المصري، بالحضور الكريم، مؤكدة أن الهلال الأحمر المصري هو الآلية الوطنية المعنية بإنفاذ المساعدات إلى غزة، وتعمل بقوة عبر أكثر من 35 ألف متطوع ومتطوعة على مدار نحو 700 يوم من العمل المتواصل، وهو نموذج يُحتذى في العمل الإنساني.

وأوضحت الدكتورة آمال إمام، المديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري، أن الاستجابة لأزمة غزة بدأت منذ أكثر من 700 يوم، وأن مصر قدمت خلال هذه الفترة أكثر من 570 ألف طن من المساعدات الإنسانية شملت مواد غذائية وأدوية ومستلزمات طبية وإغاثة وسولار، جرى تفويجها عبر معبري رفح وكرم أبو سالم.

كما بينت آلية عمل الهلال الأحمر المصري في تنسيق المساعدات إلى غزة من دول العالم جوًا وبحرًا وبرًا، بدءًا من إنشاء غرفة عمليات بالعريش مرتبطة بغرفة العمليات المركزية بالقاهرة، وفحص المساعدات وتكويدها في مراكز لوجستية بالعريش لضمان عبورها إلى داخل القطاع وفقًا للمعايير الدولية، مع الإشارة إلى أن معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري منذ بدء الأزمة.

وفي سياق العرض، أشارت إمام إلى أن الهلال الأحمر المصري استقبل 916 طائرة إغاثة إنسانية، و599 شحنة مساعدات إنسانية، كما تم التنسيق مع 59 دولة لضمان استجابة عالمية موحدة. كما أكدت إدخال 209 سيارات إسعاف للمنظمات الصحية العاملة داخل القطاع، وإيصال 81.380 طنًا من الوقود إلى غزة، إضافة إلى إقامة مستشفيين ميدانيين بالعريش لخدمة الجرحى والمصابين الوافدين إلى مصر.

ولفتت إلى أن الهلال الأحمر المصري قدم بالتعاون مع وزارتي الصحة والسكان والتضامن الاجتماعي خدمات شاملة للعابرين والمصابين والمرضى وأفراد أسرهم المرافقين لهم، شملت: أكثر من 85 ألف خدمة لإعادة الروابط الأسرية، ومساعدات نقدية لآلاف الأسر، وتقديم نحو 137 خدمة إغاثة، وأكثر من 244 ألف خدمة طبية.

وفيما يخص المساعدات المقدمة من جمهورية سنغافورة، أشارت إمام إلى أن الهلال الأحمر المصري استلم بالتنسيق مع الجانب السنغافوري طائرتين محملتين بأكثر من 19 طنًا من المستلزمات الطبية والإغاثية، وشحنة بحرية زادت على 9 أطنان من المواد الغذائية، إضافة إلى 9 شاحنات تحمل أكثر من 131 طنًا من المواد الغذائية مقدمة من الصليب الأحمر السنغافوري.

وتطرقت إلى اتفاقية مشروع مع الصليب الأحمر السنغافوري بدأت في نوفمبر 2023 لتجهيز مساعدات عاجلة إلى القطاع، ودوّرت الدفعـة الثانية في مارس 2025. وكشفت عن اتفاقية جديدة مع الصليب الأحمر السنغافوري تتضمن تقديم وحدة تعليمية متحركة تدعم أطفال غزة، وتحتوي على مساحة لمعلمين وميسر وطلاب من الفئة العمرية 6 إلى 18 عامًا، كما ناقش الرئيس السنغافوري آلية عمل هذه الفصول المتنقلة مع وزيري التضامن والتربية والتعليم.

وأضافت إمام أن هناك اتفاقية أخرى مع مؤسسة رحمة للعالمين في سنغافورة للتعاون في دعم جهود الاستجابة لغزة.

وعلى هامش الزيارة، تفقد الرئيس السنغافوري وزوجته والوفد المرافق، صحبة وزيري التضامن والتربية والتعليم والمديرة التنفيذية للهلال الأحمر المصري ونظيرها الصليب الأحمر السنغافوري، الشاحنات المحملة بالمساعدات من أدوية وخيام مقدمة من الصليب الأحمر السنغافوري، مستعرضين نموذج الخيام التي تبرع بها الصليب الأحمر السنغافوري إلى غزة.

كما شهد الرئيس تسليم حزمة مساعدات من الصليب الأحمر السنغافوري إلى الهلال الأحمر المصري، مخصصة للمصابين الفلسطينيين في مصر وأسرهم، وتستخدم في تمويل المستلزمات الطبية الضرورية ووحدة تعليمية متنقلة للأطفال الفلسطينيين.

وفي نهاية الجولة، تفقد الوفد مركز تعبئة وتجهيز المساعدات الإنسانية للاطلاع على آلية تجهيز السلال الغذائية، وأعرب الرئيس السنغافوري عن امتنانه ودعمه المستمر للمتطوعين في الهلال الأحمر المصري، وأرسل رسالة عبر صناديق الصليب الأحمر السنغافوري إلى غزة قائلاً: من شعب سنغافورة إلى أشقائنا في غزة. كما أرسلت قرينته رسالة دعم عبر صناديق الهلال الأحمر المصري: منّا جميعًا في سنغافورة، ومع آمالنا إليكم جميعًا.

وقد جرى الحضور بمشاركة السفير المصري لدى سنغافورة أحمد مصطفى، والسفير السنغافوري لدى القاهرة دومينيك جوه، ووزير الأسرة والتنمية الاجتماعية السنغافوري ماساجوس ذو الكفل.