العميد محمد سمير يكشف الحقيقة الوطنية: أشرف مروان خدع إسرائيل قبل حرب أكتوبر والموساد يكذب

في حوار استثنائي مع جريدة أبو الهول، كشف العميد محمد سمير، المتحدث الرسمي السابق للقوات المسلحة، الحقائق الوطنية الكاملة حول الدور البطولي لأشرف مروان، صهر الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، الذي شكّل صدمة كبرى للمخابرات الإسرائيلية قبل اندلاع حرب أكتوبر 1973.

وتناول الحوار الرد الحاسم على كتاب جهاز الموساد المثير للجدل «ذات يوم، حين يكون الحديث مسموحاً»، الذي حاول فيه تلميع صورة الموساد وتزييف الحقائق.

شدّد العميد سمير على أن مصر كانت من خططت ونفذت وأربكت العدو حتى آخر لحظة، وأن النصر المصري لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة ذكاء استراتيجي ووفاء وطني خالد.

جريدة أبو الهول:

مساء الخير سيادة العميد، نود أن نبدأ بسؤالكم عن الدور الذي لعبه أشرف مروان خلال حرب أكتوبر 1973، لا سيما في ظل إصدار جهاز الموساد الإسرائيلي كتابه المثير للجدل «ذات يوم، حين يكون الحديث مسموحاً»، الذي حاول تلميع صورة الموساد وتزييف الحقائق التاريخية

العميد محمد سمير: مساء الخير، أولاً أود أن أؤكد أن هذا الكتاب ليس أكثر من محاولة يائسة لإخفاء فشل جهاز الموساد أمام براعة وذكاء المخابرات المصرية. ما صدر عنهم ليس سوى محاولة لتبييض وجه جهاز خسر كل عناصر المفاجأة أمام خططنا الاستراتيجية.

الحقيقة التي لا تقبل الجدل هي أن أشرف مروان كان أحد العناصر التي شكلت صدمة حقيقية للجيش الإسرائيلي. لقد كان واحدًا من الضربات التي تلقاها العدو. ولم يكن مجرد عنصر عادي؛ بل لعب دوره في خدمة مصر بكل كفاءة وشجاعة لا يمكن لأي أحد إنكارها.

جريدة أبو الهول: البعض قد يقلل من دوره ويصفه بأنه مجرد تسريب معلومات، فهل هذا صحيح؟

العميد محمد سمير: على الإطلاق! ما قام به أشرف مروان هو جزءًا أساسيًا من خطة مصرية محكمة لتحقيق المفاجأة الاستراتيجية. والموساد في كتابه يحاول تصوير نفسه على أنه كان يمتلك “المعلومة الذهبية”، لكن الحقيقة التاريخية تثبت العكس تمامًا.

إسرائيل فوجئت تمامًا بخطة الحرب، وخسرت المئات من الضباط والجنود في الساعات الأولى. هذا دليل قاطع على براعة التخطيط المصري وقدرة القوات المسلحة على التحكم في مسار الحرب، وأن أشرف مروان كان حلقة أساسية ومحورية في هذه الخطة، ليس مجرد “ملاك” كما يحاول الموساد تصويره، بل جزء من شبكة خداع استراتيجي مصري أرعب العدو وأربك حساباته بالكامل.

جريدة أبو الهول: وما الدور الذي لعبه الإعلام في توثيق هذا الإنجاز؟

العميد محمد سمير: الجهود الوطنية المصرية لم تقتصر على الإنجازات الميدانية فقط، بل شملت تسليط الضوء على الحقائق التاريخية وتوثيقها بدقة. هناك كتاب رائع بعنوان «دور الإعلام المصري في تحقيق المفاجأة الاستراتيجية في حرب أكتوبر» للوزير محمد عبد القادر حاتم، المعروف بلقب “أبو الإعلام المصري”. الكتاب يوضح بالتفصيل كيف خُدِع العدو وتفاجأ بكل ما خططت له مصر، ويكشف محاولات الموساد لتزييف الحقائق وتلميع صورته أمام التاريخ.

ويؤكد الكتاب أن مصر كانت دائمًا السبّاقة في التخطيط والتنفيذ، وأن المفاجأة الاستراتيجية لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة ذكاء المخابرات العامة والتنسيق الكامل مع القيادة العسكرية العليا، وهو ما جعل العدو يقف عاجزًا أمام رؤية مصر الواضحة للميدان وقرارات الحرب.

جريدة أبو الهول: وما رأيكم في تقرير لجنة إجرانات الذي أدان محاولات الموساد؟

العميد محمد سمير: تقرير لجنة إجرانات كان حاسمًا وصريحًا، وفضح كل محاولات إسرائيل لتبرير إخفاقاتهم. لقد كشف التقرير نقاط ضعف الموساد وتناقضاته الداخلية، وأثبت بما لا يقبل الشك أن كل الادعاءات التي حاولوا من خلالها تلميع صورتهم محاولات فاشلة لتغيير الرواية التاريخية. النصر المصري لم يكن صدفة، بل جاء نتيجة تخطيط استراتيجي ووعي وطني متكامل، جعل العدو عاجزًا تمامًا عن مواجهة خططنا الذكية، وضاع في دهاليز الخداع الاستراتيجي الذي أبدع فيه أبطال المخابرات العامة.

جريدة أبو الهول: يبدو أن أشرف مروان لم يُقدر حقه على الصعيد الدولي والإقليمي؟

العميد محمد سمير: بالفعل. الدور الوطني لأشرف مروان يجب أن يُسجل ويُخلد في التاريخ باعتباره مثالاً على الوفاء للوطن والذكاء الاستراتيجي الذي لعبته العناصر المصرية في مرحلة مفصلية من تاريخ المنطقة. لقد كان جزءًا من شبكة معقدة من العمليات الاستراتيجية التي أربكت العدو وأسقطت أساطيره، ولم يكتفِ بتسريب معلومات، بل كان حلقة حيوية في التجهيز للحرب.

جريدة أبو الهول: كيف يمكن أن يرى الشعب المصري وأجياله الجديدة هذا الدور؟

العميد محمد سمير: يجب أن يفخر الشعب المصري بهذا الإرث الوطني ويعرف تفاصيله، ليكون عبرة ودروسًا مستقبلية في مواجهة أي تهديد خارجي. أشرف مروان ليس مجرد شخصية تاريخية، بل رمز وطني خالد، ودرع حماية للوطن في أصعب اللحظات. نحن نفتخر بكل تفصيلة من إنجازه، ونريد أن يعرف الشباب أن الحرب لم تُكسبها الدبابات وحدها، بل كسبتها العقلية المصرية الذكية والتخطيط الدقيق والمبادرة الاستراتيجية.

جريدة أبو الهول: وما الرسالة التي توجهها اليوم للشباب المصري؟

العميد محمد سمير: أقول لهم: لا تدعوا أي رواية مزيفة، ولا أي محاولة لتلميع صورة الموساد، تغيّر من وعى أجيالكم. الحرب لم تُكسبها الدعاية أو المزاعم، بل كسبها العقل المصري والتخطيط البارع. كل المقالات والبحوث التاريخية، بما فيها ما نشرته جريدة “أبو الهول”، تؤكد أن مصر لم ولن تحتاج إلى اختراع بطولات، فالتاريخ يحمل بصمات واضحة لشجاعة المصريين وعبقرية قيادتهم.

جريدة أبو الهول: وأخيرًا، ما كلمة العميد للذين حاولوا تلميع صورة الموساد؟

العميد محمد سمير: يمكنهم أن يكتبوا ما يشاءون، لكن الحقيقة لا تموت: في السادس من أكتوبر 1973، عبر الجيش المصري قناة السويس وحطم خط بارليف في ساعات معدودة، وترك إسرائيل عاجزة تمامًا أمام أعظم مفاجأة عسكرية في تاريخها. موساد لن يغير هذا الواقع، ولن تمحو أي محاولات لتزييف الحقائق نصر مصر ووحدتها وبطولات أبنائها.

وأضاف العميد سمير: “دماء المصريين وأعمالهم البطولية ستظل دائمًا المصدر الحقيقي للفخر والاعتزاز، وستظل الأحداث التاريخية شاهدة على عظمتهم. من حاول تزييف الحقائق، سيظل خاسرًا أمام حقيقة النصر المصري المدوّي، الذي كتبه أبطالنا بذكائهم ودمائهم وفطنتهم.”

جريدة أبو الهول: شكرًا سيادة العميد على هذا الحوار الشامل، يبدو أن التاريخ المصري سيظل دائمًا أكبر من أي محاولات لتزييفه.

العميد محمد سمير: شكراً لكم. الحقيقة ثابتة، والمجد الوطني المصري سيظل خالداً للأجيال.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى