«غاندي التحرير» وخطاب الكراهية

بقلم: السيد الحراني
كل مرة يذكر فيها اسم «علاء عبد الفتاح» يخيل إلي أنني أمام «مانديلا مصر» أو «غاندي التحرير» بينما الحقيقة أنه لم يكن إلا بالونه فارغه صنعته ضجة إعلامية ومنظمات حقوقية أجنبية دولية تبحث عن أي مادة للهجوم على الدولة المصرية خاصة بعد إفشال مخطط تطبيق حكم الإسلام السياسي في مصر عبر تنظيم متطرف «الإخوان المسلمين» الذي ثبت أنه وافق على تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد وبيع سيناء وأشياء أخرى كثيرة تصب في مربع الخيانة والعمالة.
«علاء عبد الفتاح» لم يقدم يوماً مشروعاً سياسياً ولا خطة إصلاح ولا حتى رؤية قابلة للنقاش وكل ما قدمه هو تغريدات وتدوينات مليئة بالتحريض والصدام مع الدولة وكأن مصر يمكن أن تدار من خلف شاشة لابتوب، مما تسبب في تغذية خطاباً يكرس الانقسام بين الدولة ومواطنيها وصور المؤسسات الأمنية والقضائية باعتبارها خصماً دائماً وهذا الخطاب عزز لدى قطاعات من الشباب شعوراً بعدم الثقة في أي عملية سياسية وهذا الأمر ساهم بشكل كبير في تعطيل فرص الاستقرار داخل مصر لسنوات.
وفي أحداث «ماسبيرو» لمن يزال يتذكرها اتهم بالتحريض وفي مجلس الشورى «الشيوخ حالياً» ظهر اسمه مجدداً في مواجهة الأمن بنفس السيناريو من فوضى وصدام ثم ضجة إعلامية وكأن هذا إنجاز سياسي.
«علاء عبد الفتاح» ببساطة حول نفسه إلى قضية شخصية كبرى فكل مرة كان يسجن تتحرك منظمات أجنبية لتكتب التقارير وتجد وسائل الإعلام الغربية مادة دسمة تتحدث بها عن قمع الدولة بينما الحقيقة أن علاء مجرد ورقة ضغط استخدمت لابتزاز مصر وتشويه صورتها في الخارج مما شكل خطورة تتعلق بدوره الخفي في إرباك المشهد السياسي وإثارة الفوضى داخل المجتمع المصري.
الأدهى أنه صار رمزاً للاستهلاك الإعلامي لا أكثر.. شاب لم يقدم رؤية ولم يطرح حلولاً ولم يسع للإصلاح لكنه أتقن لعب دور «الضحية الأبدية» ووسط الضجيج نسى البعض أن الحرية الحقيقية تبنى بالمشروعات والعمل الجاد لا بالصدام والفوضى.
بمناسبة الإفراج عنه بعفو رئاسي ـ الذي لا يعني براءته من الاتهامات الذي بالمناسبة قضى بسببها كامل مدة العقوبة ـ «علاء عبد الفتاح» في رأيي لم يكن يوماً رمزاً للحرية بل رمزاً لاستغلال كلمة حرية لتبرير الفوضى وقد آن الأوان أن نضع النقاط على الحروف «مصر لا تحتاج إلى امثاله بل تحتاج إلى رجال دولة يواجهون التحديات بالعمل لا بالشعارات».