في ذكرى وفاتها، تشرح إحسان الجزايرلى فوائد السمنة لشقيقتها النحيفة

تُعد إحسان الجزايرلي واحدة من نجمات بدايات السينما المصرية، فبدأت مسيرتها على المسرح مع والدها فوزي الجزايرلي، ثم افتتحت أبواب السينما أمامها لتكوِّن مع والدها ثنائيًا كوميديًا لا يُنسى. كان الجمهور ينسى اسمها الحقيقي بسهولة ويعرفها بعبارة “أم أحمد”، الشخصية التي برّعت في تقديمها عبر مجموعة من الأعمال السينمائية. اليوم نحيي ذكرى وفاتها في 28 سبتمبر 1943، وهي مناسبة تحمل في طياتها إشارات إلى مسيرة حاضرة في ذاكرة الفن المصري، وإن اختلفت تفاصيل حياتها في المصادر.

خلال مسيرتها استطاعت إحسان أن توظّف جسدها القوي في خدمة الأداء الفني، فتعرف إلى استخدامها كأداة تعبيرية في الأعمال التي قدمتها إلى جانب والدها. كما ذُكر في مجلة الكواكب في أغسطس 1951 أن إحسان كانت ترى في سمنتها فائدة كبيرة، وهو تصور انعكس في حواراتها مع شقيقتها حول مسألة النحافة والبدانة. وفي إحدى الحكايات التي روتها الكواكب، تﺗَّم الإشارة إلى موقف تقليدي من الاعتداء، حيث وصفت كيف يمكن لبطلة أن تتظاهر بالدوار وتُسقط المهاجم ثم تتدخل لتثبيت الموقف، وهو تعبير عن التعامل مع التحديات الفنية من خلال بناء الشخصية بالشكل الجسدي.

إلى جانب ذلك، كان لبُعدها البدني أثر واضح في نصوص وتراكيب بعض الأفلام، إذ وردت كلمة “مُزة” كصفة مستخدمة في سياق فني خلال فيلم الباشمقاول (1940)، الذي شاركت فيه مع أحمد حداد. في أحد مشاهد الفيلم كان الوصف موجهًا إلى الحبيبة قائلاً: “اه يا روحي يا مُزة”، وهي إحدى الإشارات الأولى لاستخدام هذه اللفظة كمداعبة جمالية في السينما المصرية، مع الإشارة إلى أن معايير الجمال حينها كانت مختلفة عما نراه اليوم.

كما يبرز في مسيرتها تعاونها المستمر مع والدها، حيث واجهت الاهتمام الجماهيري بقدرتها على توظيف تكوينها الجسماني في إطار فني يسعى إلى الترفيه والتواصل مع الجمهور، وهو ما أكسبها مكانة مميزة في مرحلة التأسيس للسينما الصوتية في مصر.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى