على طريقة الأفلام البوليسية.. الداخلية تقضي على زراعات “حدائق الشيطان” للمخدرات

تواصل وزارة الداخلية جهودها الحازمة لملاحقة ما يُعرف بـ حدائق الشيطان في الصحراء، وهي مزارع سرية تُستخدمها عصابات المخدرات لزراعة مخدر الهيدرو. تأتي هذه الحملات ضمن استراتيجية أمنية مركزة تستهدف حماية المجتمع وصحة أفراده، خاصة الشباب منهم.
في أحدث الإجراءات، كشف قطاع مكافحة المخدرات بالتنسيق مع الجهات المختصة وجود نشاط إجرامي واسع داخل مزرعة معزولة في الصحراء بنطاق مركز القنطرة شرق بمحافظة الإسماعيلية. اعتمدت الشبكة على التضاريس الوعرة وبعد الموقع عن العمران سعياً للالتفاف على الرقابة، غير أن التخطيط المحكم والمتابعة المستمرة أسفرت عن تحديد مكان المزرعة وفرض طوق أمني محكم حولها.
بعد تقنين الإجراءات القانونية، نفذت قوات الأمن مأمورية واسعة استهدفت المزرعة، وأسفرت عن ضبط كمية هائلة من مخدر الهيدرو بلغت 27.5 طن، منها 21 طنًا من النباتات المزروعة في حالة نمو كامل داخل الأرض، إضافة إلى 6.5 أطنان مخزنة بعناية داخل غرف وأكواخ بالمزرعة. كما جرى ضبط أسلحة نارية من نوع بندقية آلية وأخرى خرطوش بحوزة أفراد التشكيل، وهو ما يدل على استعدادهم لمقاومة محتملة أثناء المداهمة.
خلال العملية الأمنية، أُلقي القبض على أحد أفراد التشكيل وبحوزته 90 كيلوجرامًا من مخدر الحشيش و10 كيلوجرام من الهيدرو. وتؤكد التحقيقات أن هذه الشبكة الإجرامية تمتد جذورها في أعماق الصحراء، حيث تُسْتَغَل الأرض النائية في زراعة المخدرات بشكل متكامل، ما يجعلها من أخطر شبكات الاتجار التي حققت أرباحًا تقدَّر بنحو 1.6 مليار جنيه.
تمثل هذه الواقعة إحدى أبرز الضربات النوعية التي وجهتها الأجهزة الأمنية ضد أباطرة المخدرات خلال العام الحالي. كما أن استغلال المساحات الشاسعة لزراعة الهيدرو بشكل كامل يوحي بأن النشاط لم يكن مجرد تخزين أو ترويج، بل مشروع إجرامي متكامل الأركان، يستغل الطبيعة الصحراوية ويختبئ عن الأنظار ليضرب القانون بعرض الحائط.
تؤكد هذه التحركات الأمنية حرص الدولة على مكافحة المخدرات بكل حزم، وتبرز جاهزية الأجهزة للقبض على كل من يهدد سلامة الوطن. ورغم محاولات الفرار عبر التضاريس الوعرة، تظل قوات الأمن في وضعية الاستعداد القصوى وتواصل ملاحقة المجرمين حتى في أبعد الأماكن، ليطالهم العدل دون استثناء.
تظل مداهمات حدائق الشيطان دليلاً حيًا على قدرة الدولة في مواجهة التحديات الأمنية الخطيرة التي تهدد المجتمع، خصوصًا مع تزايد الظاهرة وانتشارها في المناطق النائية. وتؤكد النتائج أن التنسيق المستمر بين أجهزة الأمن سلاح فعال في مواجهة أي تهديد، وأن الصحراء لن تكون ملاذًا آمنًا لمن يسعون لنشر السموم في المجتمع.