خطة ترامب.. شرعنة وضع جديد ينهي مقوّمات الدولة الفلسطينية

بقلم – عصام سلامه:
خطة ترامب لا تستهدف دفن القضية الفلسطينية فحسب، بل تعمل على شرعنة وضعٍ قائمٍ جديد ينهي أيةَ مقوّماتٍ لبناء الدولة الفلسطينية، ويجفّف المناخ الحامي للمقاومة، ويرسم الكيان المؤقت كنموذج متقدّم في ذهنية المنطقة.
الخطة الشيطانية لا تسعى إلى إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بل تعمل على تقنين الانتصار الوهمي للكيان ومحو جرائمه المستمرة، وتجعل من الولايات المتحدة الأمريكية شريكًا رئيسيًا في قلب المنطقة، بما يمنحها تبريرات “منطقية” للتواجد العسكري المكثف وإقامة قواعد عسكرية جديدة.
كما تستهدف الخطة تغيير المناخ الجمعي لشعوب المنطقة تجاه عمليات التطبيع، وذلك عبر إنشاء منطقة حرة تجارية وترفيهية، ومنتجعات سياحية وسكنية تعمل على تغيير الجو العام، وتكون ملتقىً علنيًا للجميع يطمس الهوية.
ومع خطة ترامب يتكشف سرّ تصويت بريطانيا لصالح حلّ الدولتين في الأمم المتحدة؛ إذ نسفت الخطة الشيطانية حتى هذا الحلّ اللامبدئي. ومع طرح اسم توني بلير، يتضح أن بريطانيا تدخل الواجهة من بوابة غير مألوفة في تاريخها، لكنه يؤكد أنها ما زالت على ذات المنهجية. وهنا يُشار إلى أن التاريخ البشري—والحديث منه على وجه الخصوص—حافل بالوعود الكاذبة، خاصة تلك التي تُلقيها الدول الاستعمارية، فلا غرابة أن يجمع القاتل بين القتل والكذب.
الآن سيكون ردّ فصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة حماس، كاشفًا لكثير من الأوراق التي صارت محلَّ تخمينٍ وتكهّنات طيلة شهور مضت، وسيحدد كذلك شكلَ وآليةَ المواجهة المرحلية.