أحمد أبو اليزيد يكتب: كيف وصلت أغنية ‘احلف’ من خالد عجاج إلى بهاء سلطان؟

هذه الحكاية تقطع بأن نصر محروس كان المفتاح الذي يفتح باب النجومية أمام مواهب فنية كثيرة، وخصوصاً مع بهاء سلطان، حيث بدأت علاقة النجاح بينهما منذ بدايات ظهورهما كاسمين مؤثرين في الصناعة.

فترة اكتشاف الوجوه والمواهب الفنية الجديدة التي انتقل بها إلى صناعة النجوم ارتبطت بشكل واضح بالبداية مع بهاء سلطان. ففي أواخر التسعينات، كان نصر محروس يعمل على اكتشاف صوتية تستطيع أن تتخطى الحدود وتصل إلى جمهور واسع، وهنا اخترق بهاء سلطان مشهد الغناء وتوهج صوته ليصبح جزءاً من خطته الإنتاجية.

تحت عنوان هذه الشراكة الناشئة، يروي نصر محروس تفاصيل بدايات أغنية احلف من ألبوم يضم أغنيات شهيرة. في الأصل، عرضت الأغنية على خالد عجاج في البداية، ولكنه لم يعجبها فأعطاها لبها سلطان، وهو كان واثقاً أن صوت بهاء سيلعب دوراً بارزاً بها. حينها كان الألبوم يواجه ركوداً في محلات الكاسيت خلال أول أربعة أشهر، خصوصاً وأنه صدر في وقت تزامن مع ألبوم محمد فؤاد (قلبى وروحى وعقلى). ومع ذلك، كان لدى محروس ثقة بأن الألبوم سيصل إلى كل بيت مصري، وهو ما تحقّق فعلاً لاحقاً، حيث تنافست أغانيه بقوة مع منافسيها واستطاعوا تصوير أغنية ياترى، ما زاد من انتشار العمل وتأكيد نجاحه، حتى صارت بداية لفرى ميكس.

وما يجعل العلاقة بين بهاء ومحروس مميزة هو أن نجاحهما معاً له طعم خاص؛ فنجاح محروس مع غير بهاء أو بهاء مع منتج آخر قد يكون نجاحاً سريعاً يختفي بسرعة، بينما ارتباط اسم بهاء بأعمال محروس يظل حاضراً في الذهن عندما يذكر الفنان وأغانيه. فبالإضافة إلى الأغنيات الكبرى مثل ياللى ماشى، الواد قلبه بيوجعه، قوم أقف وانت بتكلمنى، قلب يا حول الله، وتعالى أدلعك، التي حققت مشاهدة عالية على منصة يوتيوب، كلها ارتبطت بإنتاج نصر محروس وتعاونت مع بهاء سلطان لتشكّل جزءاً من مسيرته الفنية وتساعده في الوصول إلى مكانة النجومية.

بهاء سلطان لا يزال حاضراً في المشهد الفني ويقدم بين الحين والآخر أعمالاً جميلة، لكنها مع تغيّر الظروف تبقى أقرب إلى واقعها الحالي من ذاك السحر الذي كان في أواخر التسعينيات وبداية الألفية. ومع ذلك يظل واقعياً أن العلاقة بين بهاء ومحروس مثال واضح على كيف يمكن لشراكة إنتاجية أن تصنع نجومية تمتد أثرها وتواصل حضورها عبر الأجيال.

خلاصة الأمر أن ارتباط بهاء سلطان بنصر محروس هو حكاية صناعة نجومية طويلة وقادرة على الاستمرار، ومع كل مناسبة يُذكر فيها اسم بهاء، يرد ذكر محروس كصانع حقيقي لهذا النجاح.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى