سامح حسين عن إيرادات الاستنساخ: سأقدم فيلماً سنوياً، وإذا خسر المنتج فلن أعمل معه

شهد مهرجان الإسكندرية السينمائي في دورته الحادية والأربعين تكريماً خاصاً للفنان سامح حسين، تخلله نقاش حول فيلم يعالج قضايا الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الحاضر والمستقبل. وتؤكد فعاليات الدورة هذا العام تنوعها الكبير بمشاركة 46 دولة، مع عرض 131 فيلمًا ضمن 8 مسابقات، منها 7 مسابقات للأفلام ومسابقة للسيناريو، ما يعزز دور المهرجان في تعزيز التبادل الفني والثقافي بين شعوب البحر المتوسط.

ألقى الكاتب والمخرج عبد الرحمن محمد الضوء على فيلمه الجديد الذي يستكشف تداعيات التطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي، مبرزاً أنه أول فيلم روائي طويل له وأن الفكرة بدأت عام 2023، قبل تصاعد مخاطر الذكاء الاصطناعي في بعض النطاقات. كما أشار إلى علاقته بفيلم سبق له أن اشتغل عليه بعنوان عاصمة السعادة (2021)، حيث كان بطله من الشباب وتولت جهة التوزيع عملية الترويج له، ثم خطرت له فكرة التعاون في مشروع جديد برؤية مختلفة، مستحضراً في ذلك فكرة أغنية لعمرو دياب كانت في باله، مع وجود تفكير لاحق في احتمال عدم موافقة الفنان نفسه على استخدامها.

في الندوة، عبر الفنان سامح حسين عن رأيه في الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أنه تابع مقطعاً تم تطويره تقنياً يضم أجيالاً مختلفة من الفنانين، ورغم تأثره وبكائه بما شاهده، إلا أنه لم يعتبر المسألة خطراً حقيقياً إلا حين تحدثت الفنانة حنان مطاوع عن تجسيد بعض الشخصيات دون موافقتها. وفي موضوع الرقابة، ذكر أنه تم إعداد الفيلم بالتنسيق مع رئيس الرقابة عبد الرحيم كمال، وقد أبدى إعجاباً بالفيلم، لكنه عبر عن قلقه من وجود لقطة أو لقاطين قد يُساء تفسيرهما فتم حذفهُما بناءً على ملاحظة قد يفهمها المشاهد بشكل غير صحيح.

أما فيما يخص العائدات، فاعتبر حسين أن النجاح الفني الذي يحمله العمل قد يفرض نفسه لاحقاً، مبرزاً أن الهدف الأساسي كان تقديم تجربة بصرية وفكرية مميزة، مع قوله إن الإخلاص للفكرة والعمل الجماعي قد يثمران جمهوراً أوسع في وقت لاحق. كما أوضح عبد الرحمن محمد أن قيمة الفيلم ستزداد عندما تتحقق نبوءته ويتجاوب معها الجمهور والواقع.

بدأت الندوة بتأكيد سامح حسين على سعادته بتواجده واعتزازه بأن الفيلم الذي يناقش قضايا الذكاء الاصطناعي كان ضمن عنوان الافتتاح، معرباً عن أمله في أن يحمل العمل رسالة إنسانية واجتماعية حتى ضمن أجوائه الكوميدية. كما أشار إلى أن فترة التحضير والاستعداد استغرقت نحو سنة، متحدثاً عن حماسة فريق العمل والتزامه بمغزى القضية المطروحة.

قصة الفيلم وأبطاله تجمع عبد الرحمن محمد كاتباً ومخرجاً، وتشارك في بطولته هبة مجدي وهاجر الشرنوبي ومحمد عز، وتدور أحداثه في إطار من الإثارة والتشويق ليعرض التأثيرات المتزايدة لتقنيات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، مع دور للنظارات الواقعية الافتراضية VR في إعادة تشكيل المفاهيم التقليدية.

مهرجان الإسكندرية في دورته الـ41 يسعى إلى تعزيز صلة السينما بمناطق البحر المتوسط، وتأكيد دوره كمنصة احتفاء بالرموز الدولية والمحلية والتبادل الثقافي، تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنّو والفريق أحمد خالد حسن محافظ الإسكندرية.