المصارع مارك كير: من المجد إلى السقوط والتعافي في فيلم The Smashing Machine

يبرز اسم مارك كير كأحد رواد جيل أول في فنون القتال المختلط، حيث ارتبطت مسيرته منذ بدايتها بقوة جسدية هائلة وأساليب عنيفة أرعبت خصومه وشكلت علامة في بدايات رياضة القتال. امتدت سطور حكايته بين صعود حاد إلى القمة ثم صراعات شخصية طويلة، قبل أن يواجه صدى الاعتراف في نهاية المطاف وتحوّله إلى رمز للتعافي والتأثير الإيجابي.

وُلد كير عام 1968 في أوهايو ونشأ في عائلة رياضية، حيث كان والده يمارس الملاكمة كهواية. عاش طفولة متنقلة حتى استقر في ولاية آيوا، وهناك طور بنية جسدية قوية وأحرز بطولات في الولاية، ما مهد له منحة دراسية في الجامعة. في سيراكيوز، حقّق إنجازًا رياضيًا مميزًا عندما تغلّب على أسطورة المستقبل راندى كوتور في نهائي عام 1992، وهو ما ذكِر ضمن سيرته بحسب المصادر.

اتجه كير إلى عالم الفنون القتالية المختلطة بعد فشل محاولته للوصول إلى الألعاب الأولمبية عام 1996 عقب خسارته أمام كورت أنجل، الذي حصد لاحقًا ميدالية ذهبية في أتلانتا. وفي تلك الفترة تعرّض لصدمة وفاة والدته بالسرطان، فقرر الدخول إلى عالم MMA بحثًا عن المال والفرصة لإثبات نفسه رغم القيود التي كانت تواجهها الرياضة في ذلك الوقت. حقق أول انتصاراته الكبرى في البرازيل مقابل 20 ألف دولار في ليلة واحدة، وتزايدت شهرته مع فوزه على دان بوبيش وداوين كاسون عام 1997، ثم واصل نجاحه في بطولات برايد اليابانية حيث جمع أكثر من 1.8 مليون دولار. وُصف بناؤه القوي بأنه “كالصخرة” من قبل مدربه باس روتن، في إشارة إلى قدرته على إرهاب خصومه داخل القفص.

بدأت مشكلات كير مع الإدمان أثناء سنوات الدراسة، ففقد منحة سيراكيوز بسبب توجيه تهمة السرقة ثم غرق في تعاطي الكوكايين ومسكنات الألم مع تزايد نشاطه في MMA. مع تتابع المسار الرياضي، اعتمد على المنشطات والمخدرات لتخفيف آلام جسده، وبلغت ذروة الإدمان في 1999 حين تعرّض لجرعة زائدة ودخل مركز إعادة تأهيل. تدهورت علاقته مع حبيبته، وتدخلت الشرطة إثر محاولته الانتحار، ثم تزوجت الحبيبة لاحقًا في 2000 قبل أن ينفصلا نهائيًا في 2006، وأنجبا ابنهما برايس. تراجعت مسيرته الاحترافية، إذ لم يفز إلا بنزالين من أصل تسع خلال العقد التالي، وخسر آخر نزال له في 2009 أمام محمد لاوال، ثم استمر الإدمان حتى عاش فترة من التشرد في 2013 قبل أن يستعيد توازنه تدريجيًا.

في سنواته الأخيرة، ظهر أثر التعافي بوضوح، فصرّح بأنه في حالة ثبات مستمر منذ نحو سبع سنوات، وأن ابنه كان له دور أساسي في دفعه ليتوقف عن الشرب. في يونيو من عام 2025، انضم إلى قاعة مشاهير UFC ضمن جناح “بايونير إيرا” حيث قدّمه دواين جونسون، الذي كان قد تواصل معه في 2019 بهدف تحويل قصته إلى فيلم. عاد جونسون إلى المشروع في 2023 بمساعدة إخراج بيني سافدي، حيث شارك كير كمستشار غير رسمي لضمان دقة مشاهد القتال، وطرح الفيلم The Smashing Machine ليعرض للجمهور، مبرزًا صعوده وسقوطه بسبب الإدمان ثم رحلته في التعافي ورسالة ينقلها لمن يواجهون صراعًا مشابهًا.

يركّز السرد على معاناة كير ونجاحه في النهاية كنموذج للصمود والتغيير، مع تقديم لمحة عن فيلم يحاكي قصته بشكل حيوي ويهدف إلى إيصال رسالة أمل وعزم لمحبّي الرياضة والكوادر المقاتلة الذين يواجهون تحديات شخصية مماثلة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى