آي صاغة: 145 جنيها زيادة في سعر الذهب

شهدت أسعار الذهب في السوق المحلي ارتفاعاً ملموساً نتيجة عوامل عالمية رُبِطت بتراجع الثقة في الدولار وآمال خفض سعر الفائدة من جانب الاحتياطي الفيدرالي، مع حالة من التفاؤل في الأسواق العالمية بسبب استمرار الإغلاق الحكومي الأميركي وتنامي التوقعات بشأن سياسات نقدية ألطافية.
بحسب تقرير منصة آي صاغة المختصة بتجارة الذهب والمجوهرات، ارتفع سعر جرام الذهب عيار 21 وهو الأكثر تداولاً في مصر بنحو 145 جنيهاً خلال الفترة المذكورة، حيث بدأ التعاملات عند نحو 5075 جنيهاً، ثم وصل إلى مستوى تاريخي قريب من 5250 جنيهاً قبل أن يغلق عند 5220 جنيهاً. واستمر الصعود في بقية الأعيرة، فبلغ سعر جرام عيار 24 نحو 5966 جنيهاً، وعيّار 18 نحو 4474 جنيهاً، وعيار 14 نحو 3480 جنيهاً، بينما استقر سعر الجنيه الذهب عند نحو 41760 جنيهاً.
على الصعيد العالمي، كان الأداء استثنائياً مع ارتفاع أسعار الذهب في الأسواق الدولية بشكل لافت، حيث قفزت الأوقية بمقدار 126 دولاراً، بدءاً من 3760 دولاراً، وتقدَّمَت حتى وصلت إلى مستوى تاريخي قريب من 3900 دولار ثم أُغلِقت عند 3886 دولاراً. ويعزى هذا الارتفاع إلى تراجع الثقة في الدولار نتيجة أزمة الإغلاق الحكومي، إضافةً إلى رهانات قرب بدء دورة خفض الفائدة الفيدرالية.
وأشار التقرير إلى أن الذهب حقق أفضل أداء شهري له منذ عقود، ما دفع بعض المستثمرين إلى جني الأرباح مع بقاء الأسعار دون مستوى 3900 دولار للأوقية. وفيما يتعلق بالآثار الاقتصادية المباشرة للإغلاق، لا تزال التقديرات الحكومية تشير إلى خسائر محتملة للناتج المحلي الإجمالي حيث قد تبلغ نحو سبعة مليارات دولار في حال استمرار الاضطراب، وربما تصل إلى نحو 15 مليار دولار إذا استمر الوضع لفترة أطول.
وتبيّن أن الإغلاق قد يستمر نحو 11 يوماً، لكن حتى عند انتهاءه بسرعة، فإن الضرر المعنوي لمكانة الولايات المتحدة ومصداقيتها قد تحقق بالفعل، خصوصاً مع تزايد الشكوك حول السياسات التجارية والرسوم الجمركية المفروضة مؤخرًا.
تشير القراءة إلى تحول عالمي في الاستثمارات نحو الذهب كملاذ آمن، حيث دفعت الضغوط الاقتصادية وتآكل الثقة في العملة الورقية بعض المستثمرين إلى التحوط بالذهب لمواجهة التضخم والعجز المالي. كما أن ارتفاع سعر الذهب دخل مرحلة جديدة مع زيادة مشاركة المستثمرين الأفراد في السوق، وهو ما تؤكده البيانات الخاصة بصناديق المؤشرات المدعومة بالذهب. وشهد صندوق SPDR Gold Shares (GLD) زيادة في الحيازة بلغت 35.2 طنًا خلال سبتمبر، من بينها تدفق يومي قياسي قدره 18.9 طن في 19 سبتمبر، رغم أن الحيازات العالمية في صناديق الذهب لا تزال دون المستويات القياسية المسجلة عام 2020.
بيئة اقتصادية داعمة ومخاطر مستمرة: استمر الإغلاق الأميركي في تعطيل صدور بيانات اقتصادية رئيسية مثل طلبات إعانة البطالة وتقرير الوظائف غير الزراعية، ما أحدث ضبابية في الأسواق ودفع المستثمرين نحو الملاذات الآمنة. قال ستيفن ميران، محافظ الاحتياطي الفيدرالي، إن البيانات الاقتصادية عنصر حاسم في تحديد السياسة النقدية، مؤكداً ضرورة اتباع نهج استشرافي في ظل غياب الإحصاءات الدورية. كما أشار أوستن جولسبي، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو، إلى أن الأسواق تسعّر احتمالات خفض الفائدة، لكنه شدّد على أهمية ربط السياسة النقدية بالبيانات الفعلية وليس بالتوقعات. وتراجعت عوائد السندات الأميركية، حيث هبط العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى 4.11%، بينما ارتفعت العوائد الحقيقية إلى 1.77%. كما أظهر مؤشر ISM للخدمات انخفاضاً إلى 50 نقطة، وتراجع نشاط القطاع الخاص وفق تقرير ADP الأخير. وتُظهر بيانات Prime Market Terminal أن احتمالات خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 29 أكتوبر تبلغ نحو 96%.
مشتريات البنوك المركزية تدعم الاتجاه الصاعد للذهب: استأنفت البنوك المركزية العالمية مشترياتها من الذهب في أغسطس بإجمالي 15 طناً، وتصدّرت كازاخستان القائمة بنحو 8 أطنان، تلتها تركيا والصين وبلغاريا وغانا والتشيك وأوزبكستان، بينما اقتصرت المبيعات على روسيا وإندونيا. وتتصدر بولندا قائمة الدول الأكثر شراءً للذهب هذا العام، بإجمالي نحو 67 طناً منذ مطلع 2025، في إطار سعيها لرفع حصة الذهب في احتياطياتها من 20% إلى 30%. كما رفعت الصين احتياطياتها إلى نحو 2300 طن، بينما بلغت احتياطيات تركيا نحو 639 طناً. وتؤكد هذه المعطيات الضغوط الاقتصادية العالمية التي تدفع البنوك المركزية والمستثمرين إلى تعزيز حيازاتهم من الذهب كملاذ آمن ووسيلة فعالة للتحوط من المخاطر المالية.
اقرأ أيضاً: سعر الذهب في تركيا اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025؛ سعر الذهب في الإمارات اليوم الأحد 5 أكتوبر 2025.