نائب وزير الصحة: إصدار دليل سلامة المرضى في أقسام حديثي الولادة

إطلاق دليل سلامة المرضى في أقسام رعاية حديثي الولادة يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز سلامة المواليد وتوحيد معايير الجودة داخل وحدات الرعاية المركزة للأطفال حديثي الولادة في مصر.
أوضحت الدكتورة عبلة الألفي، نائب وزير الصحة والسكان، خلال احتفال مصر باليوم العالمي لسلامة المرضى لعام 2025 الذي أقيم تحت شعار “رعاية آمنة لكل مولود منذ اللحظة الأولى”، حضور ممثلين من منظمة الصحة العالمية والهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية وعدد من شركاء القطاع الصحي، أن وحدات رعاية حديثي الولادة تعد من أكثر الأقسام حساسية نظرًا لمرحلة هشاشة المواليد وحداثة أجهزتهم الحيوية، وهو ما يستلزم أعلى درجات الدقة والالتزام بمعايير الأمان. أشارت إلى أن الدليل الجديد مرجع وطني شامل أُعد بالتعاون بين وزارة الصحة والسكان والهيئة العامة للمستشفيات والمعاهد التعليمية ومنظمة الصحة العالمية.
ولفتت إلى أن الهدف من الدليل هو منع الضرر القابل للوقاية وتقليل المخاطر الإكلينيكية المرتبطة بالرعاية الصحية إلى أدنى مستوى ممكن، إضافة إلى توحيد الإجراءات التشغيلية والإدارية داخل وحدات حديثي الولادة، ودعم مقدمي الخدمة بالأدوات العلمية اللازمة لتقديم رعاية آمنة وفعالة، وتعزيز مشاركة الأسرة في رعاية المواليد بما يعزز الثقة بين المجتمع والمنظومة الصحية، ويسهم في دعم الاعتماد المحلي والدولي للمؤسسات الصحية.
وأكدت أن تدشين الدليل يمثل التزامًا وطنيًا بأن تكون رعاية حديثي الولادة أولوية قصوى داخل منظومة الصحة المصرية، باعتباره ميثاق شرف يلتزم به الفريق الصحي لضمان سلامة المواليد الجدد وعائلاتهم. كما أشارت إلى أن الدليل سيُحدَّث دوريًا كل ثلاث سنوات، أو فور صدور تحديث في المعايير المحلية أو العالمية ذات الصلة، لضمان مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية، مع تطبيق منظومة دقيقة لقياس الأداء ومتابعة مؤشرات التحسن، وترسيخ ثقافة الإبلاغ غير العقابي عن الحوادث وشبه الحوادث داخل أقسام حديثي الولادة، بما يسمح بتحليلها واستخلاص الدروس المستفادة وتطوير جودة الرعاية الصحية.
استعرضت الدكتورة عبلة الألفي الجهود الوطنية المتكاملة لتحسين صحة الأم والطفل، مؤكدة أن مصر من أوائل الدول التي تبنت مبادرة “المستشفيات الصديقة للأم والطفل” بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية واليونيسف، والتي تهدف إلى دعم الرضاعة الطبيعية وتعزيز التواصل المبكر بين الأم والمولود منذ اللحظة الأولى بعد الولادة. كما أشارت إلى أن وزارة الصحة والسكان تعمل حاليًا، بالتعاون مع الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، على وضع معايير وطنية موحدة للمنشآت الصحية الصديقة للأم والطفل لتطبيقها في جميع المستشفيات والمراكز الصحية بالجمهورية، بما يضمن اتساق الإجراءات وتحقيق أعلى مستويات الجودة في رعاية الأم والطفل.
كما وجهت نائب الوزير الشكر إلى الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، على جهوده المتميزة وتعاونه المستمر في دعم هذا المشروع الحيوي وتطوير معايير الجودة وسلامة المرضى داخل المؤسسات الصحية. وتطرّقت إلى ملامح الاستراتيجية الوطنية لصحة الأم والطفل التي تعمل الوزارة على تنفيذها بالتنسيق مع مختلف الهيئات والقطاعات، بهدف خفض معدلات وفيات الأمهات والمواليد وتحسين جودة الرعاية خلال الألف يوم الذهبية من حياة الطفل، من خلال دمج خدمات الأمومة والطفولة في منظومة الرعاية الأولية وتطوير قدرات الفرق الطبية العاملة في هذا المجال.
وأختتمت كلمتها بالتأكيد على أن تدشين دليل سلامة المرضى في أقسام حديثي الولادة، وما يصاحبه من تطوير معايير المنشآت الصديقة للأم والطفل، يجسدان التزام الدولة المصرية بترسيخ ثقافة السلامة والجودة كحق أصيل لكل أم ولكل مولود، وأن هذه الجهود تندرج ضمن رؤية متكاملة لتحقيق رعاية آمنة وشاملة لكل مولود مصري منذ اللحظة الأولى.