كيف جسّدت شريفة فاضل مشاعر أم الشهيد في أغنيتها الأيقونية؟.. فيديو

تُروى هذه القصة كإحدَى شهادات الفن الوطني التي تحولت فيها آلام الأم إلى عملٍ خالد يخلد بطالة الوطن وتضحيات أبنائه. نجلُ الراحلة شريفة فاضل هو الطيار سيد السيد بدير، وهو أكبر أبنائها. خلال حرب الاستنزاف وقبل انتصارات أكتوبر، كان في الثالثة والعشرين عامًا تقريبًا بعد تخرجه وتلقيه تدريبات على الطيران في روسيا، ثم سقط شهيدًا وهو في عمر العشرين عامًا.
بعد فقدان ابنها، توقفت شريفة فاضل عن الغناء ثم عادت لتصوغ مشاعر الحزن والفخر في أغنية وطنية خالدة تُجسد تضحية ابنها في سبيل الوطن. الروائية كلمات الأغنية كتبتها الشاعرة نبيلة قنديل، وفق ما ورد في حديثها مع الزميلة زينب عبد الله، حيث ذكرت أن صديقةً لها دخلت غرفة ابنها نصف ساعة ثم خرجت ومعها كلمات الأغنية التي لحنها الموسيقار علي إسماعيل. عند سماعها للكلمات انهارت شريفة فاضل من البكاء وتعرضت للإغماء أكثر من مرة أثناء التسجيل، لكنها لم تستمع لنصيحة الفنانة فايزة أحمد بعدم غناء الأغنية وأصرت على تقديمها.
أما مضمون الأغنية، فهو تمجيد لبطلٍ فقد حياته من أجل الوطن، وتعبير صادق عن مشاعر أم تبقى proudًة بابنها البطل. تتحدث الأغنية عن ابنٍ يَشبُع من الخير ويتسلّح بإيمانه وإسم وطنه، وتصف كيف كان نموه وتربيته دافعًا للعلم والعمل، وكيف صار رمزًا للشجاعة والتضحية ليستمر أثره في أجيال تتلمّس نهجه وتستلهم صوته. كما تشير إلى توافد إخوةٍ وأعمامٍ من بلدان عربية مجاورة تشارك في فرحة النصر وتبقى ذكراه حيّة في وجدان الأمة.
لقد تحولت هذه الأغنية إلى علامة مميزة في مسار الفن الوطني، إذ جمعت بين الألم الفردي والفخر الوطني، وعبّرت عن قدرة الفن على تحويل خسارة شخصية إلى رمزٍ جماعي يروّي جراح الأمة ويعزز قيم التضحية والعطاء. كانت مجرد أغنية، فارتقت بتجربة أم لا تتكرر وتبقى صوتًا يردد عبر السنين معنى الفخر بالبطولة وبذل الشهداء.