البابا تواضروس في أسيوط… لمسات محبة على “أرض الرِّباط”

شهدت محافظة أسيوط خلال الساعات الماضية مشاهد مفعمة بالمحبة والبهجة، مع زيارة قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، التي شملت عددًا من مراكز المحافظة، واختُتمت بزيارة مدينة أبوتيج.
وقد بدت الشوارع في حالة استثنائية من الفرح والترحاب، حيث خرج المواطنون من مختلف الأعمار والفئات لاستقبال قداسة البابا في مشهد يجسد عمق المشاعر الإنسانية والوطنية المتأصلة في أبناء الصعيد.
في مناطق مثل ريفا، اتخذت مظاهر الاحتفال طابعًا مصريًا أصيلًا، فارتفعت الزغاريد وتعالت أصوات الطبل البلدي، واختلطت البهجة بعبق الأصالة في لوحة تعبر عن البساطة والعفوية والكرم الصعيدي المعروف.
ولم يكن المشهد متكلفًا أو منمقًا، بل كان نابعًا من القلب، يعكس محبة المصريين الفطرية لكل من يحمل رسالة سلام ووحدة.
زيارة قداسة البابا إلى أسيوط لم تكن مجرد حدث كنسي، بل لحظة وطنية تجلت فيها “روح الرباط” التي تجمع المصريين مسلمين ومسيحيين منذ آلاف السنين.
ففي استقبال البابا، لم تكن هناك فواصل بين أبناء الوطن الواحد، بل مشاعر صافية من المحبة والاحترام، أكدت أن فكرة “مسيحي ومسلم” لا مكان لها في وجدان المصريين الأصيلين، وأن مصر ستبقى دائمًا “في رباط إلى يوم الدين”.
ما تشهده مصر من تلاحم إنساني ومجتمعي يمثل حالة استثنائية عالمية، يصعب أن نجد لها مثيلًا في أي مكان آخر.
فالمجتمع المصري، بتنوعه وثرائه، يعيش حالة من الانصهار والودّ الحقيقي، تجعل الانتماء الوطني هو الهوية الأولى والأخيرة.
اللمسات التي شهدتها أسيوط خلال زيارة البابا تواضروس، من ترحاب صادق ومشاعر دفء ومحبة، تؤكد أن مصر ستظل “الحالة الخاصة” التي تحدثت عنها الأديان جميعها بالخير.
فمحبة المصريين تتجلى في وجوههم الهادئة، وابتسامتهم الصافية، وترحابهم الدافئ بكل ضيف، لا سيما حين يكون ضيفًا في مقام الأب الروحي لملايين المصريين.
وفي ختام الزيارة، لم يكن المشهد مجرد استقبال لرمز ديني، بل كان رسالة حب وسلام من أرض الصعيد إلى العالم كله.
“ربنا يحفظ مصر وشعبها، وقياداتها السياسية والدينية العظيمة”…
دعاء ردده الكثيرون، وهم يشعرون أن ما يحدث على أرض مصر هو الدليل الأصدق على أن هذا الوطن سيظل إلى الأبد أرض المحبة والرباط
ربنا يحفظ مصر وشعبها