استقبال تاريخي للقس بطرس فلتاؤوس في المنيا

استقبال تاريخي وحضور برلماني للقس بطرس فلتاؤوس في أجواء من البهجة والمحبة بالمنيا
في أجواء من البهجة الروحية والمحبة الصافية، استقبل مجمع الكنائس المعمدانية الكتابية بالمنيا القس بطرس فلتاؤوس في زيارة رعوية وكنسية مميزة، وصفت بأنها من أبهى وأهم الزيارات في تاريخ المجمع، حيث شهدت هذه المناسبة حدثًا استثنائيًا تمثل في رسامة أول قس متخصص في خدمة ذوي الهمم، في خطوة تُعد سابقة نوعية في العمل الكنسي والإنساني بمصر، وتجسد رؤية الكنيسة في أن تكون بيتًا مفتوحًا للجميع دون استثناء، وتأكيدًا على أن رسالة الإيمان هي قبل كل شيء رسالة محبة وخدمة وتقدير للإنسان وكرامته.
وقد كان الاستقبال الذي حظي به القس بطرس فلتاؤوس استقبالًا حافلًا ومؤثرًا، شارك فيه المئات من أبناء الكنائس في المنيا ومراكزها، حيث امتلأت قاعة المجمع بالترانيم والصلوات والزهور، وارتفعت أصوات الترحيب في مشهد يعكس عمق الانتماء الكنسي ووحدة الجسد المسيحي. وحضر الاحتفال عدد كبير من الشخصيات العامة والقيادات التنفيذية بالمحافظة، إلى جانب أعضاء من مجلسي النواب والشيوخ الذين حرصوا على التواجد تقديرًا لدور الكنيسة الكبير في المجتمع، ومشاركتهم الفرحة بهذا الحدث التاريخي الذي يعبر عن عمق التلاحم الوطني بين أبناء مصر جميعًا.
جاءت كلمة القس بطرس فلتاؤوس معبرة ومؤثرة، إذ أكد فيها أن خدمة ذوي الهمم هي تاج العمل الإيماني، وهي رسالة محبة سامية، لأنها تعني الاقتراب من الفئة التي تمثل وجه الإنسانية الأصفى، مشددًا على أن الكنيسة المعمدانية في مصر تضع ذوي الهمم في صميم اهتمامها وخططها المستقبلية، وأن هذه الرسامة هي بداية لمسيرة طويلة من العطاء والعمل المنظم لخدمتهم في جميع المحافظات. وأوضح أن القوة الحقيقية للكنيسة لا تُقاس بعدد مبانيها أو مؤسساتها، بل بمدى قربها من الإنسان، وبمقدار ما تمنحه من دفء ورحمة لكل محتاجٍ وضعيف.
وقد عبر الحضور عن إعجابهم العميق بهذا الحدث الذي اعتبروه علامة مضيئة في مسيرة الكنيسة، وإضافة حقيقية للمجتمع المصري الذي يزداد تماسكًا وتلاحمًا يومًا بعد يوم، خاصة مع تصاعد المبادرات التي تهتم بذوي الهمم وتضعهم في قلب المشهد الوطني. وشهدت الفعالية مشاركة عدد من القيادات التنفيذية المحلية التي ألقت كلمات قصيرة أشادت فيها بدور الكنيسة في دعم الاستقرار الاجتماعي، ومساندة الدولة في جهودها لبناء الإنسان المصري وتعزيز ثقافة التعايش والتسامح.
وتخللت الاحتفالية لحظات مؤثرة ولقطات إنسانية مبهجة، حيث امتلأت القاعة بالفرح والتصفيق والترانيم التي قدمتها فرق من الشباب والأطفال، في مشهد جسّد روح العائلة الواحدة التي تجمع كل أبناء الكنيسة والوطن. وحرص العديد من أبناء المجمع على التعبير عن امتنانهم لزيارة القس بطرس فلتاؤوس، مؤكدين أنها زيارة تُسجل في الذاكرة لأنها حملت معاني الإنسانية والفرح والخدمة الصادقة.
وخلال زيارته لمحافظة المنيا، قام القس بطرس فلتاؤوس بجولة رعوية شملت عددًا من الكنائس المعمدانية بالمحافظة، حيث التقى القساوسة والخدام وتفقد أوضاع الخدمة في المناطق المختلفة، واستمع إلى تقارير شاملة عن الأنشطة التعليمية والاجتماعية والرعوية التي تقوم بها الكنائس لخدمة أبناء المحافظة، خاصة في القرى والمناطق الأكثر احتياجًا. وأبدى إعجابه بما شاهده من روح التعاون والتفاني، مؤكدًا أن أبناء الصعيد يمثلون نموذجًا فريدًا في الإيمان والعمل والبذل، وأن الكنيسة المصرية ستظل دائمًا منارة للمحبة والعطاء.
وقد حرص عدد من أعضاء مجلس النواب على لقاء القس بطرس فلتاؤوس أثناء جولته، مؤكدين دعمهم الكامل للكنيسة ومبادراتها المجتمعية، مشيرين إلى أن العمل الكنسي في مصر أصبح شريكًا فاعلًا في التنمية الوطنية، وأن رسامة قس متخصص في خدمة ذوي الهمم تمثل تطورًا راقيًا في الفكر الديني والإنساني. كما عبرت القيادات التنفيذية بالمحافظة عن سعادتها بالمشاركة في الاحتفال، وأشادوا بدور الكنيسة في غرس قيم الخير والانتماء والمواطنة الحقيقية، مؤكدين أن مصر في عهدها الجديد تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي تشهد نهضة شاملة في كل المجالات، ومنها الاهتمام الكبير بذوي الهمم ورعايتهم على المستويين الرسمي والمجتمعي.
وجاءت ختام الزيارة في أجواء من البهجة والمحبة، حيث تبادل الجميع التهاني، ورفعت الصلوات لأجل مصر وشعبها، ودعا القس بطرس فلتاؤوس أن يحفظ الله الوطن ويبارك في قيادته الحكيمة، وأن تظل الكنيسة دائمًا صوتًا للسلام ورسالة للمحبة والتكافل الإنساني. وغادر القس فلتاؤوس محافظة المنيا وسط مشاعر تقدير ومحبة بالغة من أبناء الكنائس، الذين أكدوا أن هذه الزيارة المباركة ستبقى علامة فارقة في تاريخ الخدمة الكنسية في الصعيد، لما حملته من روحٍ إنسانية خالصة ومن طاقة إيمانية مجددة أعادت البهجة إلى القلوب.
وهكذا، فقد شكلت زيارة القس بطرس فلتاؤوس إلى مجمع الكنائس المعمدانية الكتابية بالمنيا مناسبة فريدة جمعت بين الروح الدينية والوطنية والإنسانية في آنٍ واحد، وعبّرت عن وجه مصر المتسامح والمحب، وعن رسالة الكنيسة التي لا تعرف حدودًا في عطائها، مؤكدة أن خدمة ذوي الهمم ليست مجرد مبادرة، بل دعوة للحياة والكرامة، وأن المحبة التي تنبع من الإيمان هي أسمى أشكال الخدمة التي يمكن أن تُقدم للإنسان وللوطن.