مدير الكلية البحرية: تدريبات عالمية وتحديث المنظومة التعليمية عقب إدخال أسلحة حديثة

تسليط الضوء على التحول النوعي في الأكاديمية البحرية يظهر كيف أصبحت بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين العلوم العسكرية والهندسية والاقتصاد والسياسات، وفق خطة وطنية تستند إلى توجيهات القيادتين السياسية والعسكرية.

أوضح نائب مدير الأكاديمية البحرية، اللواء بحري أركان حرب أيمن عادل الدالي، أن المنظومة الدراسية شهدت تحديثات شاملة لمواكبة أحدث النظم العالمية، مع دمج مواد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتوسيع مدارك الطالب وفهم تفاعلات الأمن القومي وإدارة الموارد البحرية بقيادة فكرية وعملية، ما يؤهله لقيادة الفرق البحرية بكفاءة في المستقبل.

كما أشار إلى تطور منظومة العمل بعد إدخال أحدث الأسلحة والوحدات البحرية المتطورة، بما يمكن الخريجين من مواكبة التطور التكنولوجي وتجهيزهم للتعامل مع التحديات البحرية المعقدة على السواحل والمياه الإقليمية ليصبحوا عناصر فاعلة في الدفاع الوطني.

يبدأ إعداد الطالب بفترة تدريب مركزة مقسمة إلى جزأين: الإعداد العسكري في الكلية الحربية لمدة 90 يومًا، ثم الإعداد التخصصي في الكلية البحرية، حيث يكتسب الطالب مهارات بحرية متقدمة ويتمرن على إدارة السفن والعمليات البحرية بكفاءة عملية وتكتيكية.

يشمل التأهيل البدني برامج يومية وطوابير ثابتة تشمل السباحة وركوب الدراجات واختبار القوة البدنية، إضافة إلى تدريب الفرق الخاصة مثل الصاعقة البحرية والغوص والفنون البحرية واللوجستيات والبحث والإنقاذ، ليصبح الطالب قادرًا على مواجهة مختلف الظروف البدنية والميدانية بثقة وانضباط.

يتم إشراك الطلاب في رحلات تدريبية داخل وخارج مصر تشمل زيارات لدول بحرية وتبادل الخبرات، حيث يطلع الطلاب على مسرح عمليات وتقنيات بحرية حديثة، ما يمنحهم معرفة عملية متقدمة ويهيئهم لإدارة المهمات البحرية المعقدة وفق أساليب عالمية متطورة.

وتتيح التجارب الدولية فهم التنسيق بين الأساطيل وتقنيات إدارة الأزمات، إضافة إلى إكسابهم مهارات القيادة والعمل الجماعي تحت الضغط، مما يعزز قدرتهم على تقديم حلول مبتكرة لتحديات الأمن البحري.

تؤكد الكلية سعيها إلى تأهيل الطالب علميًا وعمليًا ونفسيًا، مع تطوير قدراته الفكرية واستيعابه لأحدث نظم الملاحة والأسلحة، مع التركيز على القيادة والانضباط، ليصبح كل خريج عنصرًا فاعلًا قادرًا على اتخاذ القرارات الاستراتيجية الصحيحة في المواقف الحرجة على المستويين الوطني والدولي.

كما تعمل الكلية على صقل الشخصية البحرية من خلال دمج المعرفة الأكاديمية بالتدريب العملي، لتنشئة ضباط يمتلكون القدرة على الإبداع واتخاذ القرارات التكتيكية بسرعة، مع الحفاظ على قيم الانضباط والولاء والانتماء للوطن، ليكونوا مستعدين لتحمل مسؤولية الدفاع عن مصر في أي وقت.

وجّه اللواء الدالي رسالة إلى أسر الخريجين، يشكر فيها جهودهم في تنشئة هذا الجيل واعتبر يوم التخرج بداية لتحمّل المسؤولية، داعيًا الخريجين إلى مواصلة تطوير قدراتهم ليظلوا أهلًا لهذه المهمة المقدسة ورافعين راية مصر في كل بحار العالم.

شهدت مراسم الاحتفال تخريج دفعات جديدة من الكليات العسكرية، منها دفعة بحرية 76 بقيادة الفريق تامر عبد العليم محمد، والدفعة الفنية العسكرية 62 بقيادة الفريق فخري محمد سعيد العصار، ودفعة 8 من كلية الطب بالقوات المسلحة بقيادة اللواء طبيب محمد سعد الدين محمد علي عمر، ودفعة 5 من حملة المؤهلات العليا والدورة 2 فروسية بقيادة الفريق أول صدقي صبحي، ودفعة 4 من الضباط المتخصصين بقيادة الفريق إبراهيم عبد الغفور العرابي.

حضَر الاحتفال عدد من الوزراء والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة والفريق أول ركن صدام حفتر نائب القائد العام للجيش الوطني الليبي، إضافة إلى محافظين وقادة الأفرع الرئيسية وقادة القوات المسلحة والملحقين العسكريين ورؤساء الجامعات والشخصيات العامة والإعلاميين وأسر الخريجين.