الدكتور جمال شعبان… حين يتحول عيد الميلاد إلى درس في المحبة

بقلم: صموئيل العشاي:
في زمنٍ تتزاحم فيه الأخبار والمشاغل والوجوه، يطلّ الدكتور جمال شعبان — الطبيب الإنسان، وعميد معهد القلب السابق — ليمنحنا درسًا جديدًا في الإنسانية والامتنان. لم يكن احتفاله بعيد ميلاده مجرد مناسبة شخصية، بل كان لحظة تأمل صادقة في قيمة الحب، ومعنى التواصل، ودفء القلوب.
كتب شعبان على صفحته الشخصية كلمات بسيطة، لكنها عميقة الدلالة:
“في يوم ميلادي… شكراً للذين لم يتذكروني، وشكراً للذين تذكروني.”
عبارة تختصر فلسفة رجل يعرف أن المحبة الحقيقية لا تُقاس بعدد الرسائل أو التهاني، بل بصدق النية ونقاء القلب. لم ينس الدكتور جمال أن يوزع الشكر في الاتجاهين — لمن تذكر، ولمن غاب — لأن كلاهما جزء من التجربة الإنسانية التي تشكلنا وتعلمنا.
وفي لفتة مفعمة بالتواضع، وصف يومه بأنه “مظاهرة حب عابرة للقارات نادرة الحدوث”، مشيرًا إلى العدد الكبير من الرسائل والمكالمات التي تلقاها من كل مكان. لكنه، رغم كل هذا، ختم حديثه بعبارة خاشعة تليق بطبيب اعتاد خدمة القلوب:
“يا رب ساعدني أن أبقى على العهد، خادماً للقلوب، وأخاً باراً بالجميع.”
ما قاله الدكتور جمال لم يكن مجرد شكر للمحبين، بل دعوة هادئة إلى أن نحيا بالعرفان، وأن ندرك أن القلوب — مهما بعدت المسافات — تظل متصلة بخيوط من النور والمودة.
ربما كان عيد ميلاده مناسبة له، لكنه تحوّل لنا جميعًا إلى عيدٍ للإنسانية، نراجع فيه أنفسنا: كم من القلوب أحطناها بالحب؟ وكم من الأصدقاء نسينا أن نقول لهم “شكراً لأنكم معنا”؟
في زمنٍ يزداد فيه الجفاء، يثبت الدكتور جمال شعبان أن القلب الذي يعالج قلوب الناس… لا بد أن يكون أكبر من كل ما حوله.