دور القس الدكتور أندريا زكي والهيئة القبطية الإنجيليّة في دعم المتضررين في غزة

تُجسّد مشاركة الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية في القافلة الإغاثية المتجهة إلى غزة ضمن مبادرة “مسافة السكة لأهالينا في فلسطين” رؤيةً إنسانية ووطنية متكاملة وضع ملامحها القس الدكتور أندريا زكي، رئيس الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية ورئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، الذي يؤمن بأن رسالة العمل الأهلي والتنمية هي امتداد طبيعي لرسالة الإيمان والرحمة وخدمة الإنسان دون تمييز.
لقد جاءت مشاركة الهيئة في هذه القافلة — التي انطلقت تنفيذًا لتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي — ترجمةً عملية لفكر القس الدكتور أندريا زكي، الذي لطالما دعا إلى أن يكون للكنيسة والهيئات الإنجيلية دور فاعل في دعم الإنسان وقت الأزمات، بغض النظر عن الدين أو الانتماء أو الجغرافيا. ومن هذا المنطلق، قدّمت الهيئة 22 طنًا من المواد الغذائية الجافة، جرى تجهيزها بعناية لتلبية احتياجات الأسر الفلسطينية المتضررة، في مشهد إنساني راقٍ يعكس عمق الانتماء المصري وقيم التكافل التي تميز المجتمع.
فلسفة الدكتور أندريا زكي تقوم على أن العمل المجتمعي هو أحد أوجه العبادة الحقيقية، وأن مصر بثقافتها الدينية والإنسانية قادرة دائمًا على مدّ يد العون لكل محتاج، داخل الوطن أو خارجه. وهو ما تجسّد بوضوح في هذه المبادرة التي وحدت مؤسسات التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي تحت مظلة التضامن الوطني، لتؤكد أن الإنسان هو محور التنمية وغاية الرسالة المسيحية والإنسانية التي تؤمن بها الهيئة الإنجيلية.
وقد عبّر الأستاذ رفيق ناجي، مدير المبادرات الوطنية والتطوع بالهيئة، عن هذه الروح حين قال إن المشاركة في القافلة تعكس تلاحم المصريين الكامل مع الشعب الفلسطيني. لكن هذه الروح ليست وليدة اللحظة، بل هي ثمرة مباشرة لفكر القس الدكتور أندريا زكي الذي يؤكد دائمًا على أهمية “العمل معًا” — الدولة والمجتمع المدني والمؤسسات الدينية — في بناء جسور المحبة والدعم، وتعزيز ثقافة التعاون بين الشعوب.
ويُعد هذا التحرك امتدادًا طبيعيًا لمسيرة الدكتور أندريا زكي الطويلة في ترسيخ قيم المواطنة الفاعلة والشراكة الإنسانية، حيث وضع العمل الإغاثي والخدمي ضمن أولويات الهيئة الإنجيلية، وجعلها مؤسسة فاعلة ومؤثرة في المجالين الوطني والإقليمي. فهو يؤمن بأن مصر، بتاريخها ورسالتها الحضارية، تمتلك طاقة خير عظيمة يجب أن تُترجم إلى فعل إنساني ملموس، وهذا ما أثبته في كل مبادرة تحمل بصمته.
ولذلك، فإن مشاركة الهيئة في مبادرة “مسافة السكة” لم تكن مجرد مشاركة رمزية، بل كانت تجسيدًا لفكر قيادي تنويري يربط بين العقيدة والعمل، بين الوطنية والإنسانية، وبين الانتماء لمصر والالتزام بقضايا العدالة والسلام في المنطقة.
إن القس الدكتور أندريا زكي، من خلال قيادته للهيئة الإنجيلية والطائفة الإنجيلية، يقدّم نموذجًا فريدًا لرجل الدين المفكر والممارس في آنٍ واحد — قائد يدمج بين الإيمان والعلم، بين الفكر والعمل الميداني، وبين الدور الوطني والبعد الإنساني العالمي.
وفي النهاية، فإن هذه المبادرة الإنسانية هي رسالة جديدة من مصر إلى العالم، مفادها أن الأديان وقياداتها الحقيقية هي صانعة سلام وحاملة للخير. ومن خلال فكر القس الدكتور أندريا زكي، تؤكد الهيئة الإنجيلية أن العمل الأهلي هو ضمير الوطن الحي، وأن مصر كانت وستظل دائمًا “مسافة السكة” لكل محتاج ولكل إنسان يطلب العون والرحمة.