السجن المشدد عشر سنوات لقاتل الشاب عادل قشطة في بورسعيد.. والأم ترتدي الأبيض

في بورسعيد تتمازج دموع الأم وصرخات العدالة في مشهد واحد، حيث تقف أم الشاب عادل أشرف قشطة أمام قاعة المحكمة حاملةً ملابسه وصوره، وارتداءها الأبيض ليس فرحًا بل وداعًا متجددًا للأمل الذي فتك به القدر. تقطعها دموعها قبل أن تنطق، وتهمس بصرخة تُختزل فيها كل المعاناة: “قلبي بيتقطع على ابني… كأنه واقف قدامي وهو بيتطعن، وقع هنا ونزف يا حبيبي لحد ما روحه طلعت”.

محكمة جنايات بورسعيد أصدرت حكمها بحق المتهم م. أ. بالسجن المشدد لمدة عشر سنوات، بعد إدانته عمدًا بقتل الشاب عادل مستخدمًا سلاحًا أبيض في واقعة شهدها شارع طرح البحر، وتركت خلفها حزنًا عميقًا في المدينة الباسلة. جاء الحكم بعدما استمعت الهيئة إلى أقوال الشهود وتقارير الطب الشرعي والتحقيقات التي أثبتت أن الجريمة متعمدة ومخطط لها.

تعاد تفاصيل الحادث إلى يوم خرج فيه عادل، الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره، لشراء هدية لخطيبته استعدادًا لزيارتها في المساء. لكنها مسألة القدر قادت المتهم إلى طريق الشاب بمسلّة حادّة اخترقت جسده في طعنة نافذة بالبطن، فمزقت أحشائه ونزفت حياتَه أمام المارة الذين تجمّعوا في مشهد صادم. حاول المسعفون إنقاذه ونُقل إلى المستشفى في حالة حرجة، لكنه فارق الحياة بعد دقائق، تاركًا أمًا وأهلًا ينهارون بين الدموع.

أظهرت التحقيقات أن المتهم أقدم على فعلته عمدًا وبسلاحٍ أبيض دون مبرر، حيث تمكن رجال مباحث بورسعيد من ضبطه خلال ساعات من وقوع الجريمة، وأُحيل إلى محكمة الجنايات التي استمعت إلى الأدلة الفنية وشهادات الشهود التي أكدت بأن الجريمة مقصودة ومدبرة. كانت الواقعة شاهدة على مشاعر تتأرجح بين الغضب والألم، وتؤكد أن العدالة تسعى لإعادة قدر من الطمأنينة إلى قلب أم فقدت ابنها في ظلال هذه الخسارة.

وداع بورسعيد لعادل جاء محملاً بالألم والارتياح في آن واحد: الألم لفقدان شاب عُرف بين أهله وأصدقائه بطيبة قلبه، والارتياح لأن العدالة نجحت في فرض عقاب يتناسب مع جريمة جسيمة. أم عادل، التي لم تنم طوال فصول القضية، وجدت في الحكم نهايةً لفصلٍ من المعاناة وبدء فصلٍ يبدو أقرب إلى السكينة، بينما تتابع المدينة جلساتها وتبقى حكايتها حاضرة في وجدانها كذكرى لفتوى القضاء التي أردفتها بصرخةٍ من قلب أم أدمت حزنًا وجسدت عدالةً تواجه الظلم.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى