عثمان الشويخ يكتب: تصريح ترامب عن الأمان في مصر.. شهادة دولية تعزّز الثقة وتفتح آفاق السياحة

أعاد تصريح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حول انخفاض معدل الجريمة في مصر تسليط الأضواء العالمية على حقيقة الأمن والاستقرار الذي تنعم به الدولة المصرية، مؤكّدًا أن ما تحقق على أرضها ليس مصادفة، بل ثمرة رؤية وقيادة ومؤسسات تعمل في تناغم لحماية المواطن والزائر على حد سواء. فخلال قمة شرم الشيخ للسلام، أشاد ترامب بما وصفه بـ”الشيء الرائع جدًا” في مصر، مشيرًا إلى أن البلاد تتمتع بمعدل جريمة منخفض على عكس الولايات المتحدة، حيث ترتفع معدلات الجرائم بسبب ضعف إدارة بعض حكام الولايات. لم تكن كلماته مجاملة عابرة، بل شهادة صريحة من زعيم عالمي بارز تعكس ما تراه العيون وما يلمسه كل من يزور أرض الكنانة.

في المقابل، التقطت الحكومة المصرية هذه الإشارة الدولية باحترافية عالية، حيث أكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، أن تصريحات ترامب تعكس واقعًا حقيقيًا يعيشه كل من يأتي إلى مصر، وأن الدولة ستستثمر هذه الشهادة في دعم حملاتها الترويجية للسياحة خلال المرحلة المقبلة. وقال مدبولي إن الأمان أصبح أحد أبرز العلامات المميزة لمصر الحديثة، وأن الحفاظ عليه واجب وطني لا يقل أهمية عن أي إنجاز اقتصادي أو عمراني. وأعرب عن ثقته في أن هذا الاعتراف الدولي سيعزز الثقة في المقصد المصري ويضاعف من جاذبيته أمام العالم.

تأتي هذه الإشادة في توقيت بالغ الأهمية بينما تستعد مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر المقبل، وهو الحدث الثقافي الأضخم في القرن الحادي والعشرين، الذي يستقطب أنظار العالم كله. إن الجمع بين شهادة الأمان الأمريكية والإبهار الحضاري المنتظر في المتحف، يمثل مزيجًا استثنائيًا يعزز صورة مصر كوجهة عالمية تجمع بين الأمن الحديث والمجد التاريخي، ويضعها في صدارة خريطة السياحة الدولية بثقة وثبات.

في عالمٍ يموج بالصراعات ويبحث عن الاستقرار، أصبحت نعمة الأمان المصري هي الميزة التنافسية الأولى التي يبحث عنها السائح والمستثمر والمواطن. فبينما تعاني مناطق كثيرة في العالم من اضطرابات سياسية وأمنية، تبرز مصر بوجهها الآمن المستقر، وبقوتها المؤسسية التي جعلت الأمن واقعًا لا شعارًا. هذه الحقيقة التي أكدها ترامب ليست مجرد ثناء سياسي، بل رسالة طمأنة عالمية تعزز مكانة مصر كواحة استقرار وسط عالم مضطرب.

اللافت في تصريح ترامب أنه لم يكتفِ بالإشادة بمصر، بل عقد مقارنة مباشرة مع الولايات المتحدة نفسها، مشيرًا إلى ارتفاع معدلات الجريمة هناك بشكل ملحوظ. وتشير الإحصاءات الأمريكية لعام 2023 إلى أن معدل جرائم الممتلكات بلغ نحو 1916 حالة لكل 100 ألف نسمة، ومعدل جرائم العنف نحو 374 حالة لكل 100 ألف نسمة، وهي نسب تفوق بكثير مثيلاتها في مصر. هذه المقارنة الصريحة بين دولتين بحجم الولايات المتحدة ومصر جاءت لتؤكد أن الأمن المصري بات نموذجًا يحتذى، وأن الدولة استطاعت بناء منظومة أمنية متكاملة تقوم على الانضباط والوعي والتطور التقني.

وقد أحسنت الحكومة المصرية التعامل مع هذا التصريح، فلم تكتفِ بالترحيب به بل حولته إلى خطة دعائية متكاملة تدمجه ضمن حملات الترويج السياحي المقبلة، تأكيدًا على أن مصر ليست فقط أرض الحضارة، بل أيضًا من أكثر دول العالم أمنًا واستقرارًا. ومع اقتراب افتتاح المتحف المصري الكبير، تتكامل الصورة؛ شهادة دولية من زعيم عالمي، وحدث حضاري غير مسبوق، ورؤية حكومية تعرف كيف تحول الإشادة إلى رصيد وطني ومكسب اقتصادي حقيقي.

إن ما حدث يؤكد أن مصر اليوم تعرف جيدًا كيف تدير صورتها أمام العالم، وكيف تستثمر كل موقف دولي إيجابي لصالحها. فالتصريحات التي خرجت من قمة شرم الشيخ لم تكن مجرد كلمات في مؤتمر، بل لحظة فخر جديدة تُضاف إلى سجل الإنجازات التي تكتبها الدولة المصرية الحديثة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي. مصر التي واجهت التحديات وتجاوزت الصعاب، تثبت من جديد أنها دولة قادرة على حماية أمنها، وصون كرامة شعبها، وتقديم نموذجٍ مضيء في إدارة الأمن كأداة للتنمية لا كوسيلة للردع فقط.

إن الأمن في مصر لم يعد مجرد واقع داخلي، بل تحول إلى قوة ناعمة تُسهم في بناء الثقة الدولية، وتجعل من مصر عنوانًا للاستقرار في عالم يبحث عن الأمان. تصريح ترامب لم يكن سوى تأكيد جديد على أن مصر تمضي بثقة في طريقها، تبهر العالم بحضارتها، وتكسب احترامه باستقرارها، وتؤكد في كل مناسبة أنها الدولة التي تُكتب عنها الشهادات لا تُمنح لها مجاملات

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى