برزت بتجسيد دور الكتعة وتقديم أدوار الشر.. ذكرى رحيل نعيمة الصغير

في ذكرى رحيلها اليوم، تتجلى مسيرة فنية حافلة نجحت فيها في وضع بصمة مميزة داخل السينما المصرية بقدرتها على تجسيد أدوار الشر بطريقة غير تقليدية تجمع بين الرهبة والكوميديا في آن واحد. اسمها الحقيقي نعيمة، لكنها اشتهرت بلقب نعيمة الصغير نسبةً إلى زوجها في تلك الفترة، المطرب الشعبي محمد الصغير. رحلت في 20 أكتوبر، ومساهمتها الفنية ما زالت تؤثر في أجيال من المشاهدين حتى اليوم.

قدمت نعيمة الصغير أدواراً حافلة بالصرامة والخرْصة الصوتية التي تميّزت بها، وبرزت كإحدى أبرز الفنانات القادرات على تحويل الشر إلى حضور فني يترك أثراً لدى المشاهدين من الكبار والصغار معاً. من أبرز أعمالها فيلم القاهرة 30 (1966)، حيث جسدت أمّاً تدفع ابنتها سعاد حسني إلى دروب محفوفة بالمخاطر من أجل المال، وهو دور يفتح باباً لمواجهة سياسية في سياق روائي يفضي إلى حكاية رعب درامية. كما تميزت في فيلم الشقة من حق الزوجة (1985) بدور الحماة، حيث تميّزت ملامحها القاسية وطبقة صوتها الخشنة عن بقية المشاهدين، فصارت أحد أبرز الرموز التي تحفز الخوف لدى الجمهور.

للأطفال حضور خاص في أعمالها، ففيلم العفاريت (1990) شهد دورها المعروف بـ«الكتعة»، إلى جانب عمرو دياب وإخراج حسام الدين مصطفى، حتى أصبحت تُعرف للأطفال بلقب أمنا الغولة. وهذا التميز ليس جديداً على مسيرتها؛ فقبل ذلك أسهمت في بدايتها الغنائية عندما غنت في فيلم اليتيمتان (1948) أغنية طب وأنا مالى، ما أكسبها حضوراً متنوعاً يجمع بين الغناء والتمثيل.

تبقى نعيمة الصغير نموذجاً للفنانة التي اجتمعت فيها قدرة التقمص الصوتي والعبور من أدوار الشر إلى حضور مؤثر في ذاكرة السينما المصرية. لقد أضافت بفنها بعداً خاصاً يجعل من أدوارها مصدر رهبة وجاذبية، وتظل أحد الأسماء التي أثرت بشكل واضح في تاريخ التمثيل المصري.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى