الجنايات تنظر محاكمة المتهمين في قضية الدارك ويب بتهمة الاتجار بالبشر

تنعقد غدًا جلسة جديدة في محكمة جنايات الاتجار بالبشر للنظر في قضية شملت جرائم خطيرة اُثيرت عبر الدارك ويب، وذلك بعد صدور حكم بإعدام المتهم الأول من محكمة شبرا الخيمة ومعه حكم بالسجن 15 عامًا للمتهم الثاني لكونه حدثاً.
تتعلق القضية الأولى (الجناية 20793 لسنة 2024) بمتهمين تراوحت أعمارهما بين 15 و18 عامًا، حيث استغلا ضعف المساعدة المادية لدى ضحاياهم فأنشأ أحدهما حسابًا وهميًا على فيسبوك بعنوان طلب متبرعين لإجراء فحوصات طبية لاستقطاب الضحايا مقابل مبالغ مالية. تواصل مع المجهول عبر حساب يحمل اسم Mohamed Ali وأقنعه بأن هناك من سيجري الترتيب للمخطط، ثم جرى نقله إلى غرفة محددة لتنفيذ الجريمة، مع حضور المتهم والمدبر عبر تطبيق الفيديو كول. كما جرى خطف المجني عليه بالتحايل وإرفاقه بمخططهم في مكان محدد، وترافقهم إلى موقع الحدث عبر الفيديو كول. وترافقت هذه الوقائع مع جناية هتك عرضه بالقوة وإجبار المجني عليه على التصوير وهو عارٍ، وتسجيل تلك التسجيلات ثم تصوير أجزاء من جسده وتوثيقها، إضافة إلى إنشاء وإدارة حساب وهمي على فيسبوك بعنوان “علي خالد” لاستقطاب الضحايا.
أما القضية الثانية (الجناية 20794 لسنة 2024) ف Schnell تتشابه في عناصرها مع سابقتها، حيث كان عمر المتهمين كذلك بين 15 و18 عامًا. فقد استغلوا الفقر والاحتياج لدى المجهول لاستدراجه إلى غرفة في إحدى الوحدات السكنية عبر حساب وهمي على فيسبوك بعنوان طلب متبرعين لإجراء فحوصات طبية، وتواصلوا عبر حساب آخر يحمل اسم “كاسبر” ليتم إقناع الضحية وتوجيهه إلى المكان نفسه لتنفيذ المخطط بمرافقة المتهمين عبر الفيديو كول. وترافقت الجناية مع تهمة هتك العرض بأن استدرجه المجهول إلى مكان محدد وجرده من ملابسه، مع تكليف المجهول بسلب إرادته وتسجيله ماديًا وبشريًا. كما تكرر قيام المتهمين بإعداد وتوثيق صور ومقاطع للمجني عليه، إضافة إلى إنشاء حسابات وهمية أخرى لاستقطاب الضحايا.
أما القضية الثالثة (الجناية 20801 لسنة 2024) فشملت المتهم نفسه مع أربعة متهمين آخرين هم إسماعيل أحمد إسماعيل ومينا نادي فوزي وسيد صالح سيد وسيد عبد الراضي محمد. هؤلاء ارتكبوا جريمة الاتجار بالبشر قبل المجني عليه راشد علي راشد الذي لم يبلغ الثمانية عشر عاماً، باحتلاله مستغلين قلة حيلته واحتياجه للمال، إذ أنشأ الأول حسابًا وهميًا على فيسبوك بعنوان “علي خالد” والآخر حسابًا بعنوان “نور خالد” بهدف استقطاب الضحية وتنفيذ مخططهم. قام المتهمون بنقله إلى أعلى سطح العقار حيث مقر المتهم الخامس، وتواجدوا جميعًا على مسرح الجريمة عبر الفيديو كول لتنفيذ مخططهم. وترافق ذلك مع جناية خطف بالتحايل وإقناع المجني عليه بإجراء فحوصات طبية ثم اصطحابه إلى سطح المبنى وتوثيق جرائمهم عبر تصويره وهو عاري. كما استغلوا وجوده في أماكن خاصة بإعداد وتدبير أشياء وأدوات تستهدف الاعتداء على الأشخاص، وقدموا عمدًا للمجني عليه مواد غير قاتلة كقرص مخدر لإسقاط وعيه وتسجيله، مع نية قتل عمدي سبق الإصرار والعزم، حيث كلف المتهم الثاني بتجهيز المواد والإسراع بتنفيذ الفعل عبر فيديو كول، ثم أوقف أثر جريمته لسبب خارج عن إرادتهم. بالإضافة إلى اعتداءات على خصوصية المجني عليه بتوثيق صور ومقاطع له وهو عارٍ في مكان خاص، وتسجيلها عبر الهاتف، واستخدام حسابات فيسبوك وهمية أخرى لاستقطاب الضحايا. وقد أُشير إلى أن المتهمين الأول والثاني باشروا بإعداد حسابين وهميين بعنوانين “علي خالد” و”نور خالد” بهدف استقطاب الضحية لتنفيذ مخططهم.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الوقائع تبرز أن المتهمين اعتمدوا تقنيات التواصل الرقمي والحسابات الوهمية لتسويق وإغواء الضحايا القُصَّر، مع اعتماد أساليب التحايل والخطف والتوثيق بفيديو كول والتشهير بالتصوير والاعتداء على الحرمة الشخصية، إضافة إلى محاولة القتل باستخدام مواد مخدرة مع سبق الإصرار.