منظومة التأمين الصحي الشامل تستمر في التوسع الميداني لتغطية جميع مدن وقرى أسوان

تتواصل الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل تعزيز جهودها في تسجيل وتحديث بيانات المستفيدين بمحافظة أسوان، أحدث المحافظات التي شُغّلت فيها منظومة التأمين الصحي الشامل في يوليو الماضي. وفي إطار توجيهات القيادة السياسية لضمان وصول الخدمة الطبية المتكاملة إلى جميع أبناء الوطن دون استثناء، تركز الجهود الميدانية للهيئة على تسجيل البيانات وتوسيع مظلة الحماية الصحية لتصل إلى كل بيت في المحافظة.

تولي الهيئة اهتمامًا خاصًا بالمناطق النائية داخل أسوان، وتجري فرق ميدانية مدربة وذات خبرة عملًا مستمرًا لضمان وصول الخدمات الصحية إلى الجميع بكفاءة عالية. وتؤكد الفرق أنها تبذل أقصى جهدها لتغطية احتياجات المواطنين في أسرع وقت ممكن، ثم تعود إلى مواقعها الأصلية بعد استقرار الخدمة واستكمال تقديمها لجميع المستفيدين، بهدف سلاسة العمل دون مشكلات ميدانية.

تنفيذًا لتوجيهات الدكتور إيهاب أبو عيش، نائب رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للتأمين الصحي الشامل، انتقل فريق متكامل من إدارة التسجيل والإصدار التابعة لإدارة المستفيدين إلى مدينة أبو سمبل السياحية، الواقعة نحو 280 كيلومترًا جنوب أسوان، بهدف تسريع وتيرة التسجيل وتحديث بيانات الأسر المستفيدة من المنظومة الجديدة.

أكدت الأستاذة مي فريد، المدير التنفيذي للهيئة، أن هذه الجهود جزء من الخطة العامة لضمان التغطية الشاملة للمواطنين في أسوان وتحديث البيانات بشكل مستمر، تماشيًا مع توجه الدولة لبناء قاعدة بيانات موحدة للخدمات الصحية على مستوى مصر. وأشارت إلى اعتماد آلية مرنة تتيح وصول الخدمة إلى جميع المناطق عبر فرق متنقلة تُرسَل إلى المواقع التي تحتاج دعمًا عاجلًا، مع توفير جميع الإمكانات الفنية والإدارية اللازمة وتوعية المواطنين بأهمية التسجيل واستلام بطاقات الانتفاع، وتفعيل نظام الإحالة الطبية لتوجيه الحالات التي تحتاج تدخلات متقدمة نحو المستشفيات المتخصصة.

وأوضحت الدكتورة سعاد عبد المجيد أن الهيئة أرسلت فريقًا لتدريب العاملين بفرع أسوان والمنافذ على مهارات التواصل الفعال ومهارات حل المشكلات، إضافة إلى المرور على بعض المنافذ لضمان الانضباط الإداري للعاملين والمشرفين وأخصائيي المنافذ ومراجعة الدورة المستندية للإحالات وتقييم رضا المستفيدين عن مستوى الخدمة.

وأشارت إلى أن مدينة أبو سمبل تحتوي منفذين لتقديم الخدمات، أحدهما داخل مستشفى أبو سمبل الدولي والثاني في وحدة طب الأسرة، وتُقدم الخدمات لسكان منطقة توشكى التي تبعد نحو 40 كيلومترًا من خلال منفذ أبو سمبل السياحي، مؤكدة أن التحديات اللوجستية والمسافات الطويلة لم تعيق الجهود، بل جرى التنسيق لضمان وصول الخدمة لجميع المواطنين دون استثناء.

وأوضح مستشار الهيئة الدكتور أيمن عبد الله، مدير فرع أسوان، أن المهمة بدأت بتكليف أخصائيي منافذ من ذوي الكفاءة والخبرة لتنفيذ مأمورية ميدانية متنقلة لمدة سبعة أيام داخل وحدة طب أسرة أبو سمبل، حيث نجح الفريق في تسجيل وتحديث بيانات 2,300 ملف عائلي حتى اليوم، مع إحالة الحالات التي تحتاج إلى خدمات متقدمة إلى مستشفى أبو سمبل الدولي التابع لهيئة الرعاية الصحية.

وأضافت أن هذه المهمة جاءت استكمالًا لأيام العمل الأولى، حيث جرى العمل في أبو سمبل بنظام مناوبات منتظمة استمرت لمدة 14 يومًا، بواقع ثلاثة أيام عمل في كل فترة، وتم خلالها تسجيل 2,608 ملفات عائلية، فيما تستهدف الخطة الوصول إلى أكثر من 7,000 مستفيد خلال المرحلة الراهنة، وتشمل جميع سكان المدينة والمناطق التابعة لها.

وفي سياق متصل، انتهت الهيئة من طباعة 274,515 بطاقة انتفاع بلاستيكية تغطي الأسر التي جرى تسجيلها بوحدات ومراكز طب الأسرة بمحافظة أسوان، وهو ما يمثل 1,201,223 مستفيدًا. وأوضحت الهيئة أن طباعة وتوزيع هذه البطاقات يأتيان تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بسرعة تمكين المواطنين من الحصول على الخدمة دون تأخير، مع وضع خطة عاجلة للتعاون مع الجهات الحكومية والمجتمع المدني ودور العبادة لتسليم البطاقات في أقرب وقت ممكن.

حرصت الهيئة، ممثلةً في الدكتور أيمن عبد الله مدير فرع أسوان، على التنسيق الكامل مع كيانات مجتمعية ودينية بالمحافظة لضمان وصول البطاقات إلى جميع المواطنين بسهولة، وشمل التعاون أئمة المساجد، وكنيسة مار مرقس بالشماخية، والجمعية الخيرية بالمعمارية، وجمعية النهضة، ومضيفة قرية سلامون، ومسجد قرية الفؤادية، في خطوة تعكس البعد المجتمعي للمشروع القومي للتأمين الصحي الشامل الذي يهدف إلى تعزيز التكافل الصحي والعدالة الاجتماعية بين المواطنين.

وأشار الدكتور أيمن عبد الله إلى أن إجمالي البطاقات التي جرى تسليمها حتى الآن بلغ نحو 234,471 بطاقة، بما يمثل 85.4% من إجمالي البطاقات المطبوعة، وتستهدف الهيئة استكمال التوزيع المتبقي خلال الشهر الجاري، مع استمرار العمل بالمنافذ التابعة لها ووحدات الرعاية والمراكز التكنولوجية بالمحافظة.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى