الأنبا إرميا” وزير إعلام الكنيسة الارثوذكسيه وعدو الصهيونيه”

بقلم جمال جورج :
لم يشهد العصر الحديث للكنيسة القبطية الأرثوذكسية شخصية تمتلك براعه فى المفاوضات و الذكاء الإجتماعى والبلاغه اللغوية بحجم الأنبا إرميا ” الأسقف العام ورئيس المركز الثقافى القبطي” الذى تسلم أمانه تراثيه ثقيله من قداسة البابا شنوده الثالث مثلث الرحمات وسعى لتسليمها للأجيال بجرعات مخففه من خلال منابره العديده ،فهو يترأس صرح ثقافى قوى ” المركز الثقافى القبطى” ويعكف من خلاله على مد جسور التواصل مع الجميع بغرض المساهمه فى نشر الوعى و المعرفه عبر ندوات قيمه لموضوعات مختلفه تواكب أحداث العصر وتلبي طموح الشباب والكبار معا.
ولم لا وهو المولع بالتكنولوجيا والميديا ونجح فى تأسيس أول مركز توثيق للمخطوطات بدير مارمينا بكنج مربوط بعد التحاقه بسلك الرهبنه فى ٢ إبريل ١٩٨٨ ، مواهبه الخاصه وذكائه الفطرى وخدمته العسكريه بالجيش الثانى التى اضفت عليه طابع الإلتزام بالعهد و الكلمه، كانت جميعها عوامل مؤثره لإختياره من قبل البابا شنوده فى الأسقفيه ليكون أقرب المقربين وسكرتيره الخاص وبالفعل كان امينا عليه وكاتما لأسراره حتى وافته المنيه .
عرفته عن قرب صامتا ويتقن لغة الصمت ويحولها أحيانا إلى” كلام صامت ” و فى كل موقف اتعلم منه حكمه جديده وهو المفوه الذى اذا تحدث صمت الجميع لسماعه لطريقة عرضه الشيقه ومعلوماته المتدفقه التى يخزنها فى صندوق أسود لا يفتح الإ بشفرات خاصه منه وتجده وقت صلاته راهبا متوحدا مع الله لا يفصل بينهما فاصل ويلهمك دروسا فى التقوى .. يعلم كل صغيره وكبيره و يحلل الشخصيات مجرد الجلوس معها ورغم هيبته الإ انك تأنس اليه من بساطته و ترحيبه كما لو كنت تعرفه من سنوات ..
أسس الأنبا إرميا صرحا آخر تحت مسمى قناة مى سات الفضائيه ووضع كل خبرته فيها لتخرج بأفضل صوره ممكنه و تنافس القنوات العامه ولكن بطابع إرثوذكسى يحافظ على الثوابت والمسلمات الكنسيه وحتى لو حدثت أخطاء فى بعض الأحيان من قبل الملتحقين بالقناة سواء مذيعين أو معدين كان ينجح فى مداواتها و إصلاحها سريعا بمهاره فائقه لاسيما انه يمتلك قلب كبير وبابه متسع دوما لقبول الأفكار والمقترحات الجديده للقناه ويدعمها ويدعم اصحابها دون الإنتظار لتوصيات أو وساطات وهو ما تجلى فى قطعه لطريق طويل فى خدمة “أخوة الرب ” على مستوى الإيبارشيات من خلال خدمة ” أتحبنى” التى تحولت إلى ايقونه حقيقيه تشهد لمجد أسم الله وتلبى إحتياجات شريحه كبيره من المحتاجين .
الأنبا ارميا له موقف ثابت من الصهيونيه بشكل عام والتطبيع بشكل خاص و تجد ذلك فى مقالات عديده له يحارب فيها الكيان الصهيونى و يدافع عن حق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم بجانب احاديثه عن الصهيونية المسيحيه التى ينتهجها البعض من المأجورين فى الخارج لتدمير الثوابت الدينيه والقيم فى مصر والشرق الأوسط والتى طالته هو شخصيا نيرانها خلال دفاعه عن الأزهر الشريف ضد جماعة تكوين ودفع ضريبتها هجوما عليه من كل صوب وحدب لكنه خرج من التجربه أقوى من ذى قبل ليعاود كتابته لموضوعات التاريخ خلال مقالته الأسبوعيه ” مصر الحلوه” التى حظيت بشعبيه جارفه لبساطتها و ثرائها المعلوماتى وهى المعادله الصعبه فى أى مقال مؤثر يلمس القلوب والعقول.
لم يكتفى الرجل بذلك بل كان له اصدارات عديده من كتب عن الصهيونية مثل ” الماسونية” و ” قالوا عن إسرائيل” و ” إسرائيل الحقيقه والمستقبل” لم يكتفى الرجل بذلك بل كان له اصدارات عديده من كتب عن الصهيونية مثل ” الماسونية” و ” قالوا عن إسرائيل” و ” إسرائيل الحقيقه والمستقبل من منظار مسيحى” ولعب دور وطنى عظيم خلال تواجده فى محافل بيت العائلة المصريه التى تمثل هيئة وطنيه ضمن مؤسسات الدوله ولها دور قطعى فى تجفيف الأزمات الطائفيه و زرع بذور الوطنيه والمواطنه فى النفوس خلال عملها لسنوات طويله .. لذلك فهو يستحق لقب ” وزير إعلام الكنيسة القبطية الإرثوذكسية ” .