هبوط أسعار الذهب يثير اهتمام صائدي الصفقات في الأسواق العالمية

شهدت أسعار الذهب تقلبات كبيرة في الآونة الأخيرة، إذ تراجع المعدن من مستويات قياسية وفتح ذلك باباً أمام حركة شراء واسعة من المستثمرين والأفراد بحثاً عن الفرص، مع وجود توقعات بأن التصحيح قد يمهد لمسار صاعد أقوى.

وحسب تقرير لوكالة بلومبرغ، فإن الثقة في المعدن الأصفر ظلت قوية رغم التراجع، بل تحول الهبوط المفاجئ إلى دوافع لموجة شراء جديدة، مع إقبال واسع في محال الذهب في آسيا والولايات المتحدة وأوروبا.

بعد أن سجل الذهب مستوى قياسياً نحو 4380 دولاراً للأوقية في مطلع الفترة، تراجع بنحو 6.3% ليصل إلى نحو 4113.05 دولاراً، مخلفاً خسارة تقارب 139 دولاراً من القمة، وهو أكبر انخفاض خلال فترة وجيزة نتيجة لجني أرباح مكثف ومخاوف من تضخم المراكز الشرائية.

وقالت نيكي شيلز، رئيسة قسم الأبحاث في MKS Pamp SA لتكرير المعادن الثمينة، إن الذهب صحّح بشكل طبيعي بعد فترات ارتفاع كبيرة، موضحة أن الأسواق تصحّح أحياناً لتستعيد التوازن.

وفي السياق نفسه، أشار مارك ليفرت من Heraeus Precious Metals إلى أن المعدن كان في منطقة تشبع شرائي قبل الهبوط الأخير، لافتاً إلى أن عمليات جني الأرباح من قبل صناديق التحوط كانت المحرك الأساسي لهذا التراجع.

وفي المقابل، أكد بيت والدن، نائب الرئيس التنفيذي لشركة BullionStar في سنغافورة، أن الشركة شهدت أكثر أيامها ازدحاماً على الإطلاق، مضيفاً أن الكثيرين رأوا في التراجع فرصة للشراء.

وفي الولايات المتحدة، أفادت Money Metals Exchange LLC بأن الطلب تجاوز قدراتها التشغيلية نتيجة الإقبال الكبير من المستثمرين الأفراد الباحثين عن الصفقات.

وعلى صعيد آخر، استقطب المؤتمر السنوي للمعادن الثمينة في كيوتو نحو ألف من كبار المتعاملين والمحللين وخبراء الذهب من مختلف أنحاء العالم، في جو من التفاؤل الحذر إزاء آفاق المعدن النفيس خلال المرحلة المقبلة.

ويرى محللو جي بي مورجان أن التراجع يمثل تصحيحاً مؤقتاً في مسار صعود طويل الأجل، مع توقع أن يظل الطلب قوياً من قبل البنوك المركزية والمستثمرين الفعليين، وأن تتجاوز الأسعار مستوى 5000 دولار للأوقية بحلول نهاية 2026.

ويؤكد المحللون أن استمرار تقلبات الأسواق وارتفاع مستويات الدين العالمية وتنامي التوترات الجيوسياسية سيبقي الذهب ملاذاً آمناً مفضلاً لدى المستثمرين، رغم التذبذبات السعرية المتوقعة على المدى القريب.

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى